فضيلة الشيخ: كيف ننصح صاحب الدش، وإذا أتيت أنصح صاحب الدش أوقفني بحجج، فمن الحجج أنه يقول: أنا أتيت بهذا الدش لكي أسمع الأخبار فبدلاً من أن أسمع من الراديو أسمع من جهاز يأتي لي بالأخبار مثل الراديو، وكذلك لأن أكثر الأخبار لا تصح، والأخبار الأوروبية أكثر صحة من أخبار الدول المجاورة، وأما المنكرات فإنها لا تأتي إلا في آخر الليل، وأنا لا أشاهدها، وأمنع أولادي منها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإن قلت له: هو حرام، فإنه يعلم أن هذا حرام، فكيف أدعوه؟
إذا كان يعلم أن هذا حرام وأصر عليه فإن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة كما قال العلماء رحمهم الله، وأنا أقول: يكفي حجة عليك أن تعرف أنه حرام، فإذا كنت تعلم أنه حرام فما الذي يجعلك تقتنيه؟!! وأما مسألة الأخبار فالأخبار ما هي؟ إذا كانت الأخبار دولية فإننا نجزم جزماً أنه لا يذاع في الأخبار إلا ما يخدم المصالح الكفرية، سواء عن طريق الدش، أو عن طريق الإذاعات الأخرى، أو عن طريق الصحافة أو غيرها.
ولهذا دائماً يتحدثون عن أشياء واقعية، وإذا سألنا وجدنا أنها كذب، وليس لها صحة، يتكلمون أحياناً عن مسألة الشيشان وعن مسألة البوسنة والهرسك، وبما أننا نتتبع الأخبار من الإخوان الذين يتصلون بنا نجد أن هذا الذي يقال في الإذاعات كله تغطية وتعتيم، ليس صحيحاً، فمن الذي قال لك: إن ما يقال في الدش صحيح، وما ينقل في الأخبار الأخرى غير صحيح؟! ثم إنك افرض أنك بقيت إلى الساعة الثانية عشرة أمام هذا الدش، وأن كله أخبار من المغرب إلى هذا ماذا استفدت؟ لا شيء، هل أنت ستذهب إلى رئيس الروس أو رئيس أمريكا أو إلى رئيس الإنجليز أو إلى رئيس الفرنسيين، تقول له: يا فلان! قف عند حدك، ما يمكن كذا.