تفسير قوله تعالى:(ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى)
نبتدئ هذا اللقاء كالعادة بتفسير ما يسر الله عز وجل، وقد انتهينا فيما سبق إلى قول الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ}[المجادلة:٨](نهوا) أي: نهاهم الله عز وجل أو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم (عن النجوى) أي: عن التناجي فيما بينهم والكلام السر الذي يريدون به إرغام المؤمنين، حيث يظن المؤمن إذا مر بهم وجعلوا يتناجون أنهم يتناجون في أمر يكيدون له به، فنهوا عن ذلك {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ}[المجادلة:٨] تجدهم يتناجون فيما بينهم، فيما يأثمون به أي: يكسبون به عقوبة في الآخرة، والعدوان هو: الاعتداء على المؤمنين بإحداث الهم والغم لهم، (ومعصية الرسول) أي: أنهم يتواصون فيما بينهم أن يعصوا الرسول صلى الله عليه وعلى آله سلم.