ومن جهل المشركين أنهم {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}[الذاريات:١٢] سؤال استبعادٍ وإنكارٍ، لو كانوا يسألون سؤال استعلامٍ واستخبارٍ لعُذِروا، كما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم:(أخبرني عن الساعة) ، لكن هل قاله استبعاداً وإنكاراً؟ لا، بل استفهاماً واستخباراً، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(ما المسئول عنها بأعلم من السائل) .
لكن أولئك الخراصون، {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} أي: متى هو، استبعاداً، ولهذا قال الله عنهم في سورة (ق) : {فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}[ق:٢-٣] يعني: أنُرْجَع بعد أن كنا تراباً، هذا رجع بعيد.
فهم يسألون عن يوم القيامة لا سؤال استفهام واستخبار؛ ليستيقنوا؛ ولكن سؤال استبعاد وإنكار.