للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم اشتراك المسلمين مع النصارى في الاحتفالات]

أنا مواطن من سوريا، محافظة درعا، مدينة إزرع، لي سؤال وطلب.

سؤالي: في بلدنا (مدينة إزرع) تقسم إلى قسمين: قسم نصارى، وقسم مسلمين، هناك قسم من المسلمين يتعاملون مع النصارى يشاركونهم في الأفراح والأحزان، ويأكلون من أكلهم، ويشربون من شربهم، وهم كذلك، وقسم يرفض، فما هو حكم الإسلام في هذه القضية؟

أولاً: بارك الله فيك! أنا وأمثالي لا يوجه إليهم السؤال بلفظ ما هو حكم الإسلام؛ لأننا غير معصومين، فيقال مثلاً: ما هو حكم الإسلام في نظرك أو ما تقول في كذا.

ثانياً: بالنسبة للمشاركة مع هؤلاء إن كانت الأفراح دينية فإنه يحرم علينا أن نشاركهم في أفراحهم كعيد الميلاد أو غيره؛ لأن مشاركتنا إياهم في هذه الأفراح تتضمن الرضا بما هم عليه من الكفر وهذا خطر على الإنسان، يقول ابن القيم رحمه الله: هذا إن لم يكن كفراً فهو أشد من الرضا بشرب الخمر والمسكرات وغيرها، فالمسألة خطيرة جداً.

أما إذا كانت أفراحاً عادية أو أفراحاً عامة وطنية وإن كانت بدعة فهي لا تصل إلى هذا الحد.

وإذا كانوا لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا فقد قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} [الممتحنة:٨] ، فأمرنا عز وجل يعني: رخَّص لنا أن نعاملهم بالبر والإحسان أو بالعدل، {أَنْ تَبَرُّوهُمْ} : هذا إحسان، {وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} : هذا عدل، وعليه: فإنه ينهانا أن نضرهم ما داموا لم يقاتلونا في الدين، ولم يخرجونا من ديارنا.

أما مشاركتهم هم لنا في أعيادنا، فنحن أعيادنا شرعية، لا حرج عليهم أن يشاركونا فيها، لأنها شرعية مرضية عند الله عز وجل، ولذلك يهنئوننا في أعيادنا ولا نهنئهم في أعيادهم.

السائل: المطلب سيدي! رزقني الله خمسة أطباء (أبنائي) ومدرس شريعة وحقوق، ومدرِّسة أدب عربي وأتيتُ إلى هذه البلاد العامرة بعون الله تعالى محرماً مع إحدى بناتي، وهي الطبيبة في مستوصف البركة الذي سيُحدَث حديثاً قُرب الساعة، وتطبيقاً لقوله تعالى: وإن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ.

الشيخ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ} [إبراهيم:٧] .

السائل: الحمد لله وضعتُ نفسي في خدمة بناء المساجد، وكان هناك خلاف بيننا في ذلك البلد على قطعة أرض فاصلة بيننا وبين النصارى، هم أرادوا أن يبنوا كنيسة ونحن أردنا أن نبني مسجداً، ويوجد في بلدنا إزرع كنيستان من قبل الميلاد، يؤمهما السواح من كافة البلاد الغربية، ويقدِّمون لهما كل التبرعات، وقد قمنا نحن بحركة بعون الله تعالى وأيَّدَنا فيها الله بنصره، ورحمه الله الدكتور عبد المجيد الطرابلسي وزير الأوقاف بـ دمشق الذي توفي منذ ثلاثة أشهر أو أكثر، وقدَّم لنا ترخيصاً في بناء مسجد سُمِّي مسجد الإمام علي بن أبي طالب، صَبَبْنا القواعد ورفعنا قسماً من الأعمدة، ووقفنا عند هذا الحد، ولم نجد أيَّ مساعدة، حضرتُ إلى هنا ومعي القرارات من الوزير والأوقاف، وبطاقات التبرع، فأرجو من فضيلة الشيخ أن يقدم لنا العون إن شاء الله، والله على ما أقول شهيد؟ الجواب: بارك الله فيك! اللهم يسِّر، لا شك أن المشاركة في عمارة المساجد من أفضل القرب إلى الله عز وجل، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} [التوبة:١٨] ، وهذه تشمل العمارة الحسية والمعنوية، لكن تعلم بارك الله فيك أننا هنا محكومون بوازرة الشئون الإسلامية، وزارة الشئون الإسلامية إذا أعطتكم تزكية في هذا الأمر فإن شاء الله سنساعدك.

السائل: أنا لا أعرف،.

الشيخ: إن شاء الله أنت كلما ازددت يوماً في هذه البلاد ستعرف أكثر إن شاء الله تعالى، نعم.