استدل المعتزلة في قولهم: إن السحر يقع تخيلاً وليس حقيقة بقوله تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}[طه:٦٦] ما رد أهل السنة على هذا الاستدلال؟
التخييل هذا حقيقي أم غير حقيقي، إذا خيل للإنسان أن الحبال التي لا تتحرك أنها تسعى هل أثرت عليه؟ حسناً؛ السحر هو كون الإنسان يختل فكره بحيث أنه يرى الجماد: الحبال والعصي التي لا تتحرك يخيل إليه أنها تسعى وهي لا تسعى لكن يخيل إليه هل أثَّر؟ إذاً دليلهم كان دليلاً عليهم، نعم.
السحر لا يؤثر في قلب الأعيان فلا يجعل الحديد خشباً ونحو ذلك.
السائل: هل الاختلاف كان لفظياً بين أهل السنة والمعتزلة؟ الشيخ: لا، ليس اختلافاً لفظياً، بل حقيقي، فإن السحر يؤثر، يمرض الإنسان، وربما يفسد فكره، وربما يلحقه جنون، وربما يموته درجات، والعياذ بالله.