قال تعالى:{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً}[النبأ:١٠] أي: جعل الله هذا الليل على الأرض بمنزلة اللباس، كأن الأرض تلبسه ويكون جلباباً لها، وهذا لا يعرفه تمام المعرفة إلا من صعد فوق ظل الأرض، وقد رأينا ذلك من الآيات العجيبة إذا صعدت في الطائرة وارتفعت وقد غابت الشمس عن سطح الأرض، ثم تبينت لك الشمس بعد أن ترتفع تجد الأرض وكأنما كسيت بلباسٍ أسود لا ترى شيئاً من الأرض، كله سواد من تحتك، فيتبين بهذا المعنى قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً}[النبأ:١٠] ، أما النهار فجعله معاشاً؛ يعيش الناس فيه في طلب الرزق على حسب درجاتهم وأحوالهم، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على العباد، ولنقتصر على هذا الجزء من هذه السورة.
ونسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يجعلنا ممن قرأ وانتفع إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.