فضيلة الشيخ يوجد في المدارس طريقة لشرح المنهج قبل الاختبار النهائي، وتكون قبله بشهر تقريباً، ويؤخذ على الطالب ليدرس بها مبلغاً معيناً من المال، والمقصود بها التقوية المدرسية، ولكن في السنوات المتأخرة أصبح معنى التقوية: ادفع تنجح، فأغلب طلاب التقوية ينجحون؛ لأن الأستاذ يعطيهم جزءاً من أسئلة الاختبار بدون تصريح، فإن كان أعطى عموم الطلاب ثلاثين سؤالاً مثلاً حذف نصفها لطلاب التقوية، وإن كان أعطى عمومهم أربع قطع إنشائية أعطى طلاب التقوية قطعة واحدة فقط، ثم في نهاية المطاف يهدد طلاب التقوية بخصم درجتين مثلاً إن هم أخبروا من لم يسجل في التقوية بهذه المعلومات، فما توجيهك لهؤلاء الأساتذة؟ وهل يجوز لمن لم يسجل ومن لم يدفع أن يأخذ الدفتر من أحد الطلاب بعد نهاية التقوية وجزاكم الله خيراً؟
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المعروف أن وزارة المعارف والتعليم تمنع من هذه الدروس -دروس التقوية- منعاً باتاً، وبناءً على هذا: يجب على من علم بهذا المدرس الذي يدرس الطلاب دروس تقوية يجب أن يخبر عنه، ولا يحل له أن يسكت؛ لأن هذه خيانة، وتمرد على أوامر ولاة الأمور.
فأقول لهؤلاء الذين يفعلون مثلما قلت: إنهم في الواقع مخالفون لأمر ولاتهم؛ وبذلك يكونون عصاة لله عز وجل، وخونة؛ لأنهم يعلمون هؤلاء ثم يخبرونهم بالأسئلة التي ستوضع، وربما يغتفرون خطأهم في الإجابة كما ذكرت في السؤال أن العنوان الصحيح لمثل هذه الحال: ادفع تنجح، فأنا أحذر هؤلاء من أن ما فعلوه هو خيانة ومعصية لله عز وجل، وما اكتسبوا من المال على ذلك فإنه سحت محرم عليهم، نسأل الله لنا ولهم الهداية، هذا بالنسبة لهؤلاء المخالفين.
أما بالنسبة لمن علم بحالهم فالواجب عليه أن يبلغ عنهم ولا يسكت.