الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء التاسع والأربعون بعد المائة من لقاءات (الباب المفتوح) الذي يتم كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس هو الثالث عشر من شهر شوال عام ١٤١٧هـ.
نسأل الله أن يجعل هذه اللقاءات مباركة لنا ولإخواننا المسلمين.
بمناسبة انتهاء شهر الصيام والفراغ النفسي الذي يعتري كل إنسان كان مجتهداً في شهر رمضان أود أن أذكر الإخوان بأن عمل المؤمن لا يتقيد بالمواسم -أي: بمواسم الخيرات- كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وما أشبهها، بل هو باقٍ مستمر إلى أن يموت الإنسان، لقول الله تبارك وتعالى:{وَلا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران:١٠٢] ، ولقوله تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[الحجر:٩٩] ، فلم يجعل الله تعالى لعمل المؤمن أمداً إلا الموت، ولهذا يجب علينا أن نجعل هذه المواسم تنشيطاً لنا على العمل الصالح والإقبال على الله تبارك وتعالى بالأعمال الصالحة المقربة إليه، وألا تفتر هممنا عن فعل الطاعات بانتهاء هذه المواسم.
وأنا أذكر لكم نماذج تدل على أن أعمال المسلم لا تنتهي بالمواسم.