ثم وجدت القصة في "سنن البيهقي" (٨/ ٣٣٥) و"جامع بيان العلم" (١٨٢٩) فلم أجد هذه العبارة عندهما واللَّه أعلم. (١) كان ابن مسعود مجلًا لعلم عمر بن الخطاب وقد أثنى عليه كثيرًا، سبق وأن ذكر طائفة من أقواله المؤلفُ في بداية كتابه هذا، وقد عقد الطبراني فصلًا في "معجمه الكبير" في ترجمة ابن مسعود في ثنائه على عمر بن الخطاب (٩/ ١٧٦ وما بعدها) فلينظر فإنه هام. وأما أن ابن مسعود كان يأخذ يقول عمر فقد روى الطبراني في "معجمه" (٨٨٠٢) و (٨٨٠٦)، وابن حزم في "الإحكام" (٦/ ٦١) بأسانيد صحيحة عن زيد بن وهب (وهو ثقة مخضرم) قال: تمارى رجلان في آية من القرآن فأتيا عبد اللَّه بن مسعود، فقال أحدهما: أقرأنيها أبو عمرة وقال الآخر: أقرأنيها عمر. فلما ذكر عمر بكى عبد اللَّه وهو قائم ومسح عينيه ونفض يده في الحصا، ثم قال: اقرأها كما أقرأكها عمر. . .، عمر كان أتقانا وأقرأنا لكتاب اللَّه. وروى الطبراني (٨٨٣٤) من طريق معاوية بن عمرو عن زائدة عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود قال: إن عمر كره الصلاة بعد العصر وأنا أكره ما كره عمر. بإسناده على شرط الصحيح. وانظر -لزامًا- "الإحكام" (٦/ ٦٢) فقد ذكر أشياء اختلف فيها ابن مسعود مع عمر، ثم قال: "والعجب كله ممن يحتج بالكذب من أن ابن مسعود كان يقلد عمر، وهم لا يرون تقليد عمر ولا ابن مسعود في كل أقوالهما". (٢) رواه ابن حزم في "الإحكام" (٦/ ٦٧) من طريق جابر الجعفي عن الشعبي به. وروى نحوه الفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٤٤٤ - ٤٤٥)، وابن سعد (٢/ ٣٥١)، والبيهقي في المدخل (١٤٥) و (١٤٦) و (١٤٧) و (١٤٨) من طرق عن الشعبي عن مسروق. ورواه الطبراني في "الكبير" (٨٥١٣) من طريق القاسم عن مسروق. قال الهيثمي (٩/ ١٦٠): ورجاله رجال الصحيح غير القاسم وهو ثقة. وروى ابن سعد (٢/ ٣٥١)، وأبو خيثمة في "العلم" (رقم ٩٤)، والبيهقي (١٤٩) نحوه من قول الشعبي. ووقع في (ك): "يدعون قولهم لثلاثة". (٣) روى ابن حزم في "الإحكام" (٦/ ٦٧) عن جابر الجعفي -وهو ضعيف- عن الشعبي: أن جندبًا ذكر له قول في مسألة في الصلاة لابن مسعود. فقال جندب:. . . وذكره.