للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضعات بيانًا لمُجملِ قوله: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} [النساء: ٢٣] ولا تأتون بعذر في آية القطع إلا كان مثله أو أولى منه في آية الرضاع سواءً بسواء.

الوجه الرابع والثلاثون: إنكم رددتم السنة الثابتة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمسح على الجَوْربين (١).

وقلتم: هي زائدة على القرآن (٢)، وجَوَّزتم الوضوء بالخَمْر المحرَّمة من نبيذ التمر المسكر بخبر لا يثبت (٣)، وهو خلاف القرآن.


= وله طريق آخر عن ابن مسعود؛ رواه الطبراني أيضًا (٧٢٧٦)، وضعفه الهيثمي (٦/ ٢٧٤) بسليمان بن داود الشاذكوني.
والشاذكوني متروك، وفي إسناده أيضًا من لا يُعرف.
وأما حديث أم أيمن؛ فرواه الطبراني في "الكبير" (٢٥/ ٢٢٨)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ١٦٣)، وفيه يحيى الحماني، وهو ضعيفٌ جدًا، وقد اختلف في إسناده كثيرًا، كما بَيَّن الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" (٣/ ٣٥٥ - ٣٥٦)، فهذه طرق واهية لا يشد بعضها بعضًا، ثم هو مخالف للأحاديث الصحيحة في أن القطع يكون في ثلاثة دراهم.
(١) في هذا عن المغيرة بن شعبة، رواه ابن أبي شيبة (١/ ١٨٨)، وأحمد (٤/ ٢٥٢)، وأبو داود (١٥٩) في (الطهارة): باب المسح على الجوربين، والترمذي (٩٩)، وابن ماجه (٥٥٩) في (الطهارة): باب ما جاء في المسح على الجوربين، والنسائي في "الكبرى" (١٣٠)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٩٧)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٩٩٦)، وابن حبان (١٣٣٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٨٣) من طرق عن سفيان عن أبي قيس الأودي عن الهذيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- توضأ ومسح على الجَوْربين والنعلين.
قال الترمذي: حسن صحيح.
وقال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث؛ لأن المعروف عن المغيرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مسح على الخفين، وقال النسائي: لا نعلم أحدًا تابع أبا قيس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة، أنه عليه السلام مسح على الخفين، ونقل البيهقي تضعيف هذه الرواية عن سفيان الثوري وابن مهدي وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومسلم بن الحجاج.
أقول: أبو قيس الأودي هذا من الثقات؛ لكنه خالف في هذا الحديث.
وفي الباب عن أبي موسى وبلال وعن جمع من الصحابة، انظر: "سنن البيهقي"، و"نصب الراية" (١/ ١٨٤ - ١٨٥)، وانظر: "الخلافيات" (٣/ ٢٣٦ وما بعد - بتحقيقي)، و"رسالة القاسمي" بتحقيق شيخنا الألباني، وتعليق المحدث أحمد شاكر.
(٢) انظر رد المؤلف -رحمه اللَّه- على المخالفين في "تهذيب السنن" (١/ ١٢١ - ١٢٣)، و"زاد المعاد" (١/ ٥٠).
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>