قال البوصيري (١/ ١٩٥): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. وقد حَسَّنه الإمام أحمد كما نقله الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٣٧). وعزاه الزيلعي للبزار في "مسنده" (٢/ ٣٩)، ونقل عنه قوله: "عبد اللَّه بن بدر ليس بالمعروف، إنما حدّث عنه ملازم بن عمرو، ومحمد بن جابر، فأما ملازم فقد احتمل حديثه وإن لم أحتج به، وأما محمد بن جابر، فقد سكت الناس عن حديثه، وعلي بن شيبان لم يحدث عنه إلا ابنه، وابنه هذه صفته، وإنما ترتفع جهالة المجهول إذا روى عنه ثقتان مشهوران، فأمّا إذا روى عنه من لا يحتج بحديثه لم يكن ذلك الحديث حجة، ولا ارتفعت جهالته". أقول: هذا كلام عجيب، أما عبد اللَّه بن بدر فقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن معين وأبو زرعة والعجلي، وابن حبان كما في "التهذيب" (٥/ ١٣٥). وانظر كلام أحمد شاكر في تعليقه على "سنن الترمذي" (١/ ٤٤٥). وعلي بن شيبان ثابت الصحبة، فلا ترد صحبته بمثل هذا!! (١) رواه الطيالسي (١٢٠١)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٩٢، ١٩٣)، وأحمد (٤/ ٢٢٨)، وأبو داود (٦٨٢) في الصلاة: باب الرجل يصلي وحده خلف الصف، والترمذي (٢٣٠ و ٢٣١) في (الصلاة): باب ما جاء في الصلاة خلف الصف وحده، وابن ماجه (١٠٠٤) في (الإقامة): باب صلاة الرجل خلف الصف وحده، والحميدي (٨٨٤)، وعبد الرزاق (٢٤٨٢)، والدارمي (١/ ٢٩٤)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٩٣)، وابن حجان (٢١٩٨) و (٢١٩٩) و (٢٢٠٠) و (٢٢٠١)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (١٥/ ٥٢٤١ رقم ٢١١)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥/ ٢٧٢٥ رقم ٦٥٠٥)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٣٧١ - ٣٨٨)، والبيهقي في "سننه" (٣/ ١٠٤، ١٠٥)، وابن الجارود (٣١٩)، وقد اختلف في إسناده بَيَّن ذلك ابن حبان والبزار -كما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" (٢/ ٣٨) - والبيهقي في "سننه" (٣/ ١٠٤)، وفي "المعرفة" (٢/ ٣٨٢ - ٣٨٣)، وقد ردّ ابن حبان هذا الاختلاف ولذلك ذكره في "صحيحه"، وحَسَّنه الترمذي، وردّ عن الاختلاف الواقع في سنده ردًا قويًا رائعًا شيخنا العلامة الألباني -رحمه اللَّه- في "إرواء الغليل" (٢/ ٣٢٣ - ٣٢٩) ولذلك صحح الحديث. (٢) هو في بعض طرق حديث وابصة السابق، انظر "المسند" (٤/ ٢٢٨) لأحمد، و"المعجم الكبير" (٢٢/ رقم ٣٨٣) للطبراني.