للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الدارقطني (١): وهم فيه عامر بن مدرك، والصواب عن شعيب بن حرب، عن عبد العزيز، عن نافع، عن مُؤذن عمر، عن عمر من قوله.

وروي عن أنس بن مالك، ولا يصح، وروي عن أبي يوسف القاضي، عن [ابن] (٢) أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: أن بلالًا أذَّن قبل الفجر، فأمره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يصعد فينادي: ألا إن العبد نام، ففعل، وقال: ليت بلالًا لم تلده أمه، وابتلَّ من نَضْح جبينه (٣).

قال الدارقطني: تفرَّد به أبو يوسف عن سعيد -يعني موصولًا- وغيره يُرسله عن سعيد، عن قتادة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والمرسل أصح.

ورواه الدارقطني (٤) من طريق محمد بن القاسم الأسدي: ثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس، ثم قال: محمد بن القاسم الأسدي ضعيف جدًا، وقال البخاري: كذَّبه الإمام أحمد (٥)، وروي (٦) عن حُميد بن هلال أن بلالًا أذن ليلةً بسواد، فأمره النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يرجعَ إلى مقامه فينادي: إن العبد نام، ورواه إسماعيل بن مسلم، عن حُميد، عن أبي قتادة، وحُميد لم يلق أبا قتادة، فهو مرسل بكل حال.

وروي عن شَدَّاد مولى عياض (٧)، قال: جاء بلال إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو يتسحّر فقال: لا تؤذّن حتى يطلع الفجر، وهذا مرسل، قال أبو داود: شَدّاد مولى عياض لم يدرك بلالًا.

وروى الحسن بن عُمارة، عن طلحة بن مُصرِّف، عن سويد بن غفلة، عن


(١) ذكره -أيضًا- البيهقي في "الكبرى" (١/ ٣٨٤)، وانظر: "سنن الدارقطني" (١/ ٢٤٤/ ٤٩).
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ق) و (ك).
(٣) مضى تخريجه قريبًا.
(٤) في "السنن" (١/ ٢٤٥/ ٥٥)، ومضى تخريجه.
(٥) في (ن) و (ق): "كذبه أحمد بن حنبل".
قلت: قال أحمد في "العلل" (١٨٩٩) رواية عبد اللَّه: "كان يكذب، أحاديثه موضوعة، ليس بشيء"، وقال في رواية المروذي (رقم ٢٣٠): "ما يستأهل أن يحدَّث عنه بشيء، روى أحاديث مناكير"، وانظر: "بحر الدم" (رقم ٩٢٧).
(٦) انظره هناك في "السنن" (١/ ٢٤٤/ ٥١)، ومضى تخريجه قريبًا.
(٧) في "سنن أبي داود" (٥٣٤)، و"السنن الكبرى" (١/ ٣٨٤) للبيهقي، و"الخلافيات" (١/ ق ١٤٩/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>