للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثه، وأخرجه، واعتمده، وقال: "ما أخرجتُ من حديث ابن لهيعة قط إلّا حديثًا واحدًا أخبرناه هلال بن العلاء: ثنا مُعافى بن سُليمان، عن موسى بن أعين، عن عمرو بن الحارث، عن ابن لهيعة، فذكره".

وقال ابن وهب (١): حدثني الصادق البار -واللَّه- عبدُ اللَّه بن لهيعة، وقال الإمام أحمد (٢): مَنْ كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟! وقال ابن عيينة (٣): كان عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع، وقال أبو داود: سمعت أحمد (٤) يقول: ما كان محدِّث مصر إلّا ابن لهيعة. وقال أحمد بن صالح الحافظ: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلّابًا للعلم (٥).

وقال ابن حبان (٦): "كان صالحًا لكنه يدلس عن الضعفاء، ثم احترقت كتبه، وكان أصحابنا يقولون: سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة: ابنُ وهب، وابن مبارك، والقعنبي، والمقرئ فسماعهم صحيح" (٧).


= النسائي أحاديث كثيرة من رواية ابن وهب وغيره يقول فيها عن عمرو بن الحارث وذكر آخر: وعن فلان، وذكر آخر، ونحو ذلك، وجاء كثير من ذلك مبيّنًا في رواية غيره أنه ابن لهيعة".
ثم وجدتُ كلام النسائي الذي عند المصنف في "الميزان" (٢/ ٤٧٧) -وينقل المصنف منه كما بيّنته في "فوائد حديثية" و"الفروسية"- وقبله: "وقال أبو سعيد بن يونس: قال النسائي يومًا. . . " وذكره.
(١) رواه عنه أبو الطاهر بن السرح، وقال: "وما سمعتُه يحلف بمثل هذا قط". انظر: "الكامل" لابن عدي (٤/ ١٤٦٣)، و"تهذيب الكمال" (١٥/ ٤٩٥)، و"الميزان" (٢/ ٤٧٧).
(٢) في (د): "حمد"!، ومقولته في "سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود" (٢/ ١٧٥ رقم ١٥١٢)، و"تهذيب الكمال" (١٥/ ٤٩٤)، وفيه "قال النسائي عن أبي داود" والنسائي خطأ شنيع، صوابه "الآجري"، والعبارة في "الميزان" (٢/ ٤٧٧).
(٣) هذه مقولة سفيان الثوري، كما في "تهذيب الكمال" (١٥/ ٤٩٥)، ورأى المصنف العبارة في "الميزان" (٢/ ٤٧٧) معزوة لسفيان هكذا دون تعيين، فظنه "ابن عيينة"!! فأخطأ.
(٤) "تهذيب الكمال" (١٥/ ٤٩٦)، و"الميزان" (٢/ ٤٧٨)، وفي (ق): "من كان. . . ".
(٥) في المطبوع: "طالبًا للعلم"، والصواب ما أثبتناه، كما في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ١٨٤)، و"تهذيب الكمال" (١٥/ ٤٩٧)، و"الميزان" (٢/ ٤٧٧)، و (ق).
(٦) في "المجروحين" (٢/ ١١)، وتسمية العبادلة من الذهبي في "الميزان" (٢/ ٤٨٢) والتصرف في عبارة ابن حبان منه.
(٧) ألحق بعضُ العلماء جمعًا بالعبادلة، فمشوا روايتهم عن ابن لهيعة، وألحقوهم بهم، بسبب قيام الأدلة أو القرائن على روايتهم عنه قبل اختلاطه (المزعوم!!)، وإليك ما =

<<  <  ج: ص:  >  >>