كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

فصل [في تغير الفتوى، واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد] - [فتوى الصحابي على خلاف ما رواه] - ج: 4 - ص: 400

عائشة في ترك إيجاب الوضوء [مما مَسَّتِ النار (١)، وقد صح عن عائشة بأصح إسناد إيجابُ الوضوء] (٢) للصلاة من أكل كل ما مسَّت النار (٣)، وأخذ الناس بأحاديث عائشة، وابن عباس، وأبي هريرة، في المسح على الخفّين (٤).

---

(١) الذي وجدته عن عائشة في هذا هو قولها: "إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يمر بالقدر فيتناول منها العرق فيصيب منه ثم يصلي، ولم يتوضأ ولم يمس نارًا".
رواه ابن أبي شيبة (١/ ٦٧ - ٦٨ - دار الفكر)، وأحمد (٦/ ١٦١)، وأبو يعلى (رقم ٤٤٤٩)، والبزار (رقم ٢٩٨) كلهم من طريق عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة وعكرمة عن عائشة. لكن وقع عند أبي يعلى: ابن أبي مليكة عن عكرمة.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٥٣): رجاله رجال الصحيح.
وفي (ك): "من أكل كل ما مست النار".
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ق).
(٣) روى عبد الرزاق في "مصنفه" (رقم ٦٧٣) عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها كانت تتوضأ مما مست النار.
وروى مسلم عنها مرفوعًا (٣٥٣): "توضؤوا مما مست النار".
وانظر: "تهذيب السنن" (١/ ١٣٧ - ١٣٨)، و"زاد المعاد" (٣/ ١٨٦ - ١٨٧)، و"بدائع الفوائد" (٤/ ١٢٥).
وفي (ق): "مسته".
(٤) حديث عائشة: رواه الدارقطني في "سننه" (١/ ١٩٤) من طريق بقية: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم: حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن محمد الخزاعي عن عائشة قالت: ما زال رسول اللَّه يمسح منذ أنزلت عليه سورة المائدة.
وأبو بكر هذا ضعيف، ومحمد هذا لم أعرفه.
وفي "صحيح مسلم" (٢٧٦) أن شريح بن هانيء سأل عائشة عن المسح على الخفين، فقالت له: إن عليًا. . . فأخبره.
وأما حديث ابن عباس: فقد رواه الطبراني في "الكبير" (١١٣١٩) من طريق ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس قال: ما زال رسول اللَّه يمسح على الخفين حتى قبضه اللَّه.
قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٥٧): وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف لسوء حفظه.
وله إسناد آخر عن ابن عباس: ذكره الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ١٦٩) وعزاه للبزار من طريق خصيف عن مقسم عن ابن عباس قال: أشهد أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مسح على الخفين، وخصيف هذا ضعفه أحمد وأبو حاتم ويحيى القطان، وقوّاه ابن معين وأبو زرعة.
وأما حديث أبي هريرة: فرواه أحمد (٢/ ٣٥٨)، وفيه أبان وهو ضعيف وراوٍ آخر مجهول، وله طرق عن أبي هريرة وألفاظ انظرها مفصلة في "علل الدارقطني" (٨/ ٢٧٥ - ٢٧٦) ثم قال: ولا يصح عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المسح وانظر مفصلًا: "نصب الراية" (١/ ١٦٢) و"الهداية" للغماري (١/ ١٧٤ - ٢٠١) وأورد المسح من حديث ستة وستين صحابيًا.