للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صح عنه جواز بيعهن (١)؛ فقدموا روايته التي لم تثبت على فتواه الصحيحة عنه، وأخذت الحنابلة وغيرهم بخبر سعيد بن المسيب عن عمر أنه ألحق الولَدَ بأبويه (٢)، وقد خالفه سعيد بن المسيب (٣)؛ فلم يعتدّوا بخلافه، و [قد] (٤) صح عن عمر، وعثمان، ومعاوية أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تمتع بالعمرة إلى الحج (٥)، وصح عنهم النهيُ عن التمتع (٦)، فأخذ الناس بروايتهم وتركوا رأيهم، وأخذ الناس بحديث أبي هريرة في


= عبيد اللَّه بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس به، هكذا ذكر الزيلعي إسناد قاسم بن أصبغ.
أما في "المحلى" فقد وقع هكذا، محمد بن مصعب عن عبيد اللَّه بن عمرو به.
وقال ابن حزم: هذا خبر صحيح السند، والحجة به قائمة.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (٤/ ٢١٨): وتعقبه ابن القطان بأن قوله: عن محمد بن مصعب خطأ، وإنما هو عن "محمد"، وهو ابن وضاح عن "مصعب"، وهو ابن سعيد المصيصي، وفيه ضعف. وانظر: "ببان الوهم والإيهام" (٢/ ٨٤ - ٨٦).
أما الزيلعي فنقل عن ابن القطان أنه قال: وقد روي بإسناد جَيّد، فلا أدري كيف يكون جيدًا وهو قد بيّن ضعفَ مصعب بن سعيد فلينظر.
لكن إسناد ابن حزم في "المحلى" المطبوع، ورد هكذا: حدثنا مصعب بن سعيد عن عُبيد اللَّه بن عمرو الرقي، ليس فيه محمد بن وضاح.
(١) روى عبد الرزاق (١٣٢١٨) عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار -أظنه عن عطاء- عن ابن عباس قال في أم الولد: واللَّه ما هي إلا بمنزلة بعيرك أو شاتك، وروى كذلك (١٣٢١٦) عن ابن جريج أخبرني عطاء أن ابن عباس قال: لا تعتق أم الولد حتى يتكلم بعتقها.
وهذان إسنادان صحيحان.
وروى ابن أبي شيبة (٥/ ١٨٦) من طريق أشعث عن سالم عن ابن أبي عروبة عن ابن عباس أنه جعل أم الولد من نصيب ولدها.
وفي الإسناد سقط، فابن أبي عروبة لا يروي عن ابن عباس.
(٢) روى ذلك عبد الرزاق (١٣٤٧٦)، والبيهقي (٧/ ٤١٣)، وفي إسناده انقطاع، وانظر: "قواعد ابن رجب" (٣/ ٢٣٣) وتعليقي عليه، وفي (ك): "بابوين".
(٣) قال: هو للآخر منهما، كما في "مصنف عبد الرزاق" (٧/ ٣٦٠)، و"سنن البيهقي" (١٠/ ٢٦٤).
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٥) و (٦) وأما عثمان فقد روى مسلم في "صحيحه" (١٢٢٣) في (الحج): باب جواز التمتع، قال عبد اللَّه بن شقيق: كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي: لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أجل ولكنا كنا خائفين.
وهو في "صحيح البخاري" (١٥٦٣)، و (١٥٦٩)، ومسلم أيضًا (١٢٢٣) (١٥٩) من =

<<  <  ج: ص:  >  >>