للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخوف بإمامين أقرب إلى حصول صلاة الأمن، وذلك سدًا لذريعة التفرق (١) والاختلاف والتنازع، وطلبًا لاجتماع القلوب وتألف الكلمة، وهذا من أعظم مقاصد الشرع، وقد سد الذريعة إلى ما يُنَاقضه بكل طريق، حتى في تسوية الصف في الصلاة (٢)؛ لئلا تختلف القلوبُ، وشواهِدُ ذلك أكثر من أن تُذْكَر (٣).

الوجه التاسع والثلاثون: أن السنة مَضَتْ بكراهة إفراد رجب بالصوم (٤)،


= رواه البخاري (٩٦٤) في "العيدين": باب الخطبة بعد العيد، و (٩٨٩): باب الصلاة قبل العيد وبعدها، ومسلم (٨٨٤) في "العيدين": باب ترك الصلاة قبل العيد وبعدها في المصلى.
وحديث أبي واقد الليثي في قراءة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة العيد: رواه مسلم (٨٩١) في "العيدين": باب ما يقرأ به في صلاة العيدين، وحديث النعمان بن بشير: رواه مسلم أيضًا (٨٧٨).
وحديث ابن عمر: رواه البخاري (٩٦٣)، ومسلم (٨٨٨).
وأما صلاة الاستسقاء؛ فقد ثبت أيضًا صلاته -عليه السلام- بأصحابه، منها حديث عبد اللَّه بن زيد: رواه البخاري (١٠١٢) في "الاستسقاء": باب تحويل الرداء في الاستسقاء، ومسلم (٨٩٤) (٢) أول الاستسقاء، وحديث عائشة -رضي اللَّه عنها-، رواه أبو داود في (الصلاة) (١١٧٣) في باب رفع اليدين في الاستسقاء، والطحاوي (١/ ٣٢٥)، والحاكم (١/ ٣٢٨)، والبيهقي (٣/ ٣٤٩) قال أبو داود: هذا حديث غريب إسناده جَيّد.
وأما صلاة الخوف فقد ثبت من طرق عديدة عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاته بأصحابه وإمامته بهم، منها حديث جابر الذي رواه مسلم (٨٤٠) في (صلاة المسافرين): باب صلاة الخوف.
وحديث ابن عمر: رواه البخاري (٩٤٢) في "الخوف": باب صلاة الخوف.
(١) كذا في (ن) و (ق) و (ك) وفي سائر الأصول: "التفريق".
(٢) رواه مسلم (٤٣٢) في "الصلاة": باب تسوية الصفوف وإقامتها، من حديث أبي مسعود.
(٣) جاء هذا الوجه في (ق) و (ن) مكان الوجه الرابع عشر.
(٤) الذي وجدته في هذا حديث ابن عباس: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن صوم رجب كُلِّه".
رواه ابن ماجه (١٧٤٣) في "الصيام": باب صيام أشهر الحُرُم، والبيهقي في "فضائل الأوقات" (رقم ١٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٦٨١) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (١٠/ ٨٥) -.
وأعله البيهقي بداود بن عطاء، وكذا أعله الجورقاني في "الأباطيل"، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (رقم ٩١٣)، والذهبي في "الميزان" في ترجمة داود، والبوصيري، وداود هذا قال فيه أحمد: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ضعيف الحديث، منكر الحديث، فهو على هذا ضعيف جدًا، وذكره أيضًا ابن حجر في "تبيين العجب" (ص ٤٧) (الحديث الثلاثون)، وذكره ابن القيم أيضًا في "المنار المنيف" (ص ٩٧).
وانظر: "زاد المعاد" (١/ ١٦٣ - ١٦٤)، و"إغاثة اللهفان" (١/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>