للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد يكون ذريعة إلى خروج حيوانٍ يؤذيه (١)، وقد يكون من مساكن الجِنِّ فيؤذيهم بالبول، فربما آذوه (٢).

الوجه الثامن والأربعون: أنه نهى عن البراز في قارعة الطريق والظل والمَوارِدِ؛ لأنه ذريعة لاستجلاب اللعن كما علل به -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوله: "اتَّقُوا المَلَاعِنَ الثلاث"، وفي لفظ: "اتقوا اللَّاعِنَيْنِ، قالوا: وما اللاعنان يا رسول اللَّه؟ قال: الذي يتخلَّى في طريق الناس، و [في] ظلِّهم" (٣).

الوجه التاسع والأربعون: أنه نهاهم إذا أُقيمت الصلاة أن يقوموا حتى يَرَوْه


= والنسائي (١/ ٣٣) في (الطهارة): باب كراهية البول في الجحر، والحاكم (١/ ١٨٦)، والبيهقي (١/ ٩٩) من طريق قتادة عن عبد اللَّه بن سرجس.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولعل متوهمًا يتوهم أن قتادة لم يذكر سماعه من عبد اللَّه بن سرجس، وليس هذا بمستبعد فقد سمع قتادة من جماعة من الصحابة لم يسمع منهم عاصم بن سليمان الأحول، وقد احتج مسلم بحديث عاصم عن عبد اللَّه بن سرجس، وهو من ساكني البصرة"، ووافقه الذهبي.
أقول: اختلف في سماع قتادة من عبد اللَّه بن سرجس.
قال أحمد بن حنبل: ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا من أنس بن مالك، قيل له: فعبد اللَّه بن سرجس فكأنه لم يرَ سماعًا.
وأما أبو زرعة فقد أثبت سماعه من عبد اللَّه بن سرجس.
(١) في (ق): "إلى خروج الحيوان الذي يؤذيه".
(٢) انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية" (١٩/ ٤٠ - ٤٣)، و"إيضاح الدلالة" (٢/ ١٢٨ - ضمن "مجموعة الرسائل المنيرية") وكتابي "فتح المنان" (١/ ٣٤ - ٣٥).
وجاء هذا الوجه في (ق) و (ن) مكان الوجه السابع والثمانين.
(٣) قوله: "اتقوا الملاعن الثلاث"، ورد من حديث ابن عباس، رواه أحمد (١/ ٢٩٩)، وأعله الحافظ في "التلخيص" (١/ ١٠٥)، والهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٠٤) بابن لهيعة، وفيه راو لم يسم.
ومن حديث معاذ بن جبل: رواه أبو داود (٢٦)، وابن ماجه (٣٢٨)، والحاكم (١/ ١٦٧)، والبيهقي (١/ ٩٧)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٣٣/ ٣٥٤)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وكذا صححه ابن السكن، قال ابن حجر (١/ ١٠٥): وفيه نظر، لأن أبا سعيد الحميري لم يسمع من معاذ، وأبو سعيد هذا نفسه مجهول.
رواه مسلم (٢٦٩) في (الطهارة): باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال، من حديث أبي هريرة ولفظه: "اتقوا اللَّعَّانَيْن. . . ".
وانظر مفصلًا: "التلخيص" (١/ ١٠٥)، و"إرواء الغليل" (١/ ١٠٠ - ١٠٢)، وما بين المعقوفتين سقط من (ك) و (ق)، وجاء هذا الوجه في (ق) و (ن) مكان الوجه السادس والثمانين.

<<  <  ج: ص:  >  >>