للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللَّه أعلم لأنه ذريعة إلى أن يصابوا بدائهم (١)، وهي من ألطف الذرائع، وأهل الطبيعة يعترفون به، وهو جارٍ على قاعدة الأسباب، وأخبرني رجل من علمائهم أنه أجلس (٢) قرابة له يكحل الناس فرمِدَ ثم برئ، فجلس يكحلهم فرمد مرارًا، قال: فعلمت أن الطبيعة تنقل (٣)، وأنه من كثرة ما يفتح عينيه في أعين الرُّمْدِ نقلت الطبيعة الرمَدَ إلى عينيه (٤)، وهذا لا بُدَّ معه من نوع استعداد، وقد جبَلت الطبيعة والنفس على التشبه والمحاكاة.

الوجه التاسع والثمانون: (٥) أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى الرجل أن ينحني للرجل (٦) إذا لقيه (٧)


= أقول: ترجمة الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٢٢/ ٣٢٠)، وابن حجر في "اللسان" (٦/ ٢٢١)، ولم يذكرا فيه شيئًا.
قال شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- في "السلسلة الصحيحة" (١٠٦٤): "وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح"!!
مع أنه ليس له إلا طريق واحد اضطرب فيه راويه، ولم يذكر له إلا شاهدًا واحدًا، وهو حديث معاذ!!
وفي (ك): "الحذمين"!!
(١) في (ن) و (ك): "بأبدانهم"، وفي باقي الأصول عدا (ق): "بإيذائهم" والمثبت من (ق).
(٢) كذا في (و) و (ن) و (ق) وفي سائر الأصول: "جلس".
(٣) في المطبوع و (ك): "تنتقل".
(٤) "بتغير العلم الآن: انتقل ميكروب الرمد إلى عينيه" (و).
(٥) جاء هذا الوجه في (ك) الوجه الحادي والتسعون وفي (ق) و (ن) مكان الوجه السابع.
(٦) في (ك): "لرجل" والمثبت من سائر النسخ.
(٧) رواه الترمذي في (الاستئذان) (٢٧٢٨) في باب ما جاء في المصافحة، وابن ماجه (٣٧٠٢) في (الأدب): باب المصافحة، وأحمد (٣/ ١٩٨)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ٢٨١)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٨٢٨)، والبيهقي (٧/ ١٠٠)، وفي "شعب الإيمان" (٨١٦٢)، و (٨٩٦٣) من طرق عن حنظلة بن عبيد اللَّه السدوسي عن أنس قال: أينحني بعضنا لبعض إذا التقينا؟ قال: لا. . . ثم ذكر التقبيل والمصافحة.
قال الترمذي: حديث حسن.
قلت: حنظلة هذا تكلموا فيه.
قال أحمد بن حنبل: ضعيف، وقال مرة: منكر الحديث يحدث بأعاجيب، ثم ذكر حديثه هذا، وقال يحيى بن القطان: قد رأيته وتركته على عمد، وكان قد اختلط، ومثله قال ابن معين، وقال ابن معين أيضًا: ليس حديثه بشيء، وقال ابن عدي: وإنما أنكر من أنكر رواياته لأنه كان قد اختلط في آخر عمره فوقع الإنكار في حديثه بعد اختلاطه.
أقول: فمثله لا يُحسن له حديث والعجب أن الحافظ في التلخيص (٤/ ٩٥) ذكر تحسين الترمذي ساكتًا عليه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>