للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالذنب بل [قد] (١) فسدت عقيدتهم وأعمالهم، [كما قال أيوب السختياني: "لو أتوا الأمر على وجهه كان أهون عليّ"، كانت عقوبتهم أغلظ من عقوبة غيرهم، فإن] (٢) مَنْ أكل الربا [وأموال الناس (بالباطل)] (٣) والصيد المحرم عالمًا [بأنه حرام فقد اقترن] (٤) بمعصيته اعترافُه بالتحريم (٥) وخشيته للَّه واستغفاره وتوبته يومًا ما، واعترافه بأنه مذنب عاصٍ، وانكسار قلبه من ذل المعصية، وازدراؤه (٦) على نفسه، ورجاؤه لمغفرة ربه له، وعد نفسه من (٧) المذنبين الخاطئين، وهذا كله إيمان يُفْضِي بصاحبه إلى خير، بخلاف الماكر المخادع المحتال على قلب دين اللَّه، ولهذا حَذَّر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمته من ارتكاب الحيل فقال: "لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم اللَّه بأدنى الحيل" (٨) وقد أخبر اللَّه تعالى أنه جعل هذه القرية أو هذه الفعلة التي فعلها بأهلها: {نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: ٦٦] (٩).


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٢) بدل ما بين المعقوفتين في جميع نسخ "الإعلام": "بخلاف".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من نسخة "بيان الدليل" المحققة وما بين القوسين سقط من (ك) و (ق).
(٤) بدل ما بين المعقوفتين في جميع نسخ "الإعلام" و (ن): "بتحريمه فإنه يقترن".
(٥) إلى هنا كان نقل ابن القيم بتصرف يسير كما رأيت، وبعد ذلك نقل بالمعنى عن شيخه، فانظر: "بيان الدليل" (ص ٧٧ - ٧٨).
(٦) في (ن) و (ق): "إزراؤه".
(٧) في (ن) و (ك) و (ق): "مع".
(٨) رواه ابن بطة في جزء "إبطال الحيل" (ص ٤٦ - ٤٧): حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا به.
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (١/ ١١١ - دار المعرفة): هذا إسناد جيّد، وأحمد بن مسلم هذا وثقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح، وذكر مثله (٢/ ٢٦٨) وزاد: ويصحح الترمذي بهذا الإسناد كثيرًا.
قلت: أحمد بن محمد هذا في المطبوع ابن سلم وسواء ابن سلم أو ابن مسلم فلم أعثر على ترجمته، لا في "تاريخ الإسلام" للذهبي، ولا في غيره.
والحديث قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في إبطال الحيل، (٣/ ٢٣ - ٢٤ - من مجموع الفتاوى): "وهذا إسناد جيّد، يصحح مثله الترمذي وغيره تارة، ويحسنه تارة", وحسنه أيضًا (٣/ ٢٨٧)، وجوّده المصنف في "إغاثة اللهفان" (١/ ٣٨٤).
وانظر: "غاية المرام" (رقم ١١)، و"إرواء الغليل" (٥/ ٣٧٥/ رقم ١٥٣٥).
(٩) قال (و): "انظر ص ١١٨ وما بعدها المصدر السابق، وقد تصرف ابن القيم في بعض ما نقل" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>