وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قال الزيلعي -رحمه اللَّه- (٤/ ٢٣ - ٢٤): وفيما قاله نظر؛ لأن حيي بن عبد اللَّه لم يخرج له في "الصحيح" شيء، بل تكلم فيه بعضهم، قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٥٢١): "قال البخاري: فيه نظر، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال النسائي: ليس بالقوي، قال: ولأجل الاختلاف فيه لم يصححه الترمذي. أقول: وقد وجدت له متابعًا، فقد رواه الدارمي (٢/ ٢٢٧ - ٢٢٨) من طريق الليث بن سعد قراءةً عن عبد الرحمن، وفي "نصب الراية": "عبد اللَّه بن جنادة" عن أبي عبد الرحمن الحبلي به، وهو كذلك في النسخ الخطية من "السنن"، انظر: "فتح المنان" (٩/ ١٤٣ رقم ٢٦٣٦). وعبد الرحمن بن جنادة هذا لم أجد له ترجمة، وهو خطأ لا وجود له، صوابه (عبد اللَّه بن جنادة) أحد أفراد الدارمي، ترجمة البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثقه الهيثمي في "المجمع" (٩/ ٢٨٩) ويقع هذا غالبًا له فيمن وثقه ابن حبان، ثم وجدته في "ثقاته" (٧/ ٢٣). وله طريق آخر عن أيوب: رواه البيهقي في "الشعب" (١١٠٨١) من طريق بقية: حدثنا خالد بن حميد عن العلاء بن كثير عنه. أقول: هذا إسناد رواته ثقات، ما عدا خالد بن حميد، فقد قال ابن أبي حاتم: لا بأس به. والعلاء بن كثير هو الإسكندراني، وهو ثقة لكنه لم يدرك أبا أيوب الأنصاري، وإنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، فأخشى أن يكون في الإسناد سقْطٌ. فإن كان بإثبات أبي عبد الرحمن فتكون متابعة قوية لحيي بن عبد اللَّه المعافري، لكن أخشى من تدليس بقية، فيكون قد صنع شيئًا في الإسناد فانه يدلس تدليس التسوية. وبعد أن كتبت هذا الكلام على الإسناد، وجدت الزيلعي قد عزا الحديث للبيهقي في "الشعب" بإسناد "السنن" نفسه، ثم نقل عن صاحب "التنقيح" أنه أعله بالانقطاع بين العلاء وأبي أيوب، كما قلت، فالحمد للَّه على توفيقه. وأخرجه الفزاري في "السير" (١٠٩) عن معاوية بن يحيى عمن حدثه أن أبا أيوب به. وللحديث شواهد. فقد رواه الدارقطني (٣/ ٦٨) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣/ ١٣٦٩ رقم ٣٤٥٥) =