سادسًا: مالك: فقد أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٥١) وأبو أحمد الحاكم في "عوالي مالك" (ص ٦٤) وأبو بكر بن المقرئ في "المنتخب من غرائب مالك" (رقم ١٢) وابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٤٢٥) من طريق علي بن عبد الحميد الغضائري عن مجاهد بن موسى عن معن عنه (سقط من "المستدرك" معن)، وقد أثبته من "علل الدارقطني" (٩/ ١٦٧)، وسائر المصادر، وقال ابن عبد البر: "هكذا رواه كل من روى "الموطأ" عن مالك فيما علمت إلا معن بن عيسى، فإنه وصله فجعله عن سعيد عن أبي هريرة، ومعن ثقة، إلا أني أخشى أن يكون الخطأ فيه من علي بن عبد الحميد". قلت: ويشوش عليه أنه أسنده مرة أخرى وقرن عبد الحميد بأبي بكر بن جعفر، فالوهم من معن واللَّه أعلم، ولذا قال في "التجريد" (ص ١٢٢): "من وصل هذا الحديث عن مالك فقد وهم". ورواه ابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص ٢١٠) -ومن طريقه الخطيب (٦/ ١٦٥)، وابن المظفر البزاز في "غرائب حديث مالك" (رقم ٩٢) من طريق أحمد بن بكر البالسي نا محمد بن كثير المصيصي عن مالك به، ولفظه: "قضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يغلق الرهن". وسنده ضعيف، لضعف أحمد بن بكر البالسي، ومحمد بن كثير المصيصي وعزاه ابن حجر في "اللسان" (١/ ١٤١) للدارقطني في "غرائب مالك"، وقال عن البالسي "أخطأ في سنده". ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٣/ ٣٠٣ - ٣٠٤)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٤٢٨) من طريق أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة عن مالك به. وأحمد هذا قال فيه أبو حاتم: "لا أعرفه وأحاديثه باطلة موضوعة، كلها ليس لها أصول، يدل حديثه على أنه كذاب"، انظر: "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٠)، ورواه عنه سعيد بن عبد العزيز الحلبي ولم يوصله، رواه الكلابي في "جزئه" (رقم ١٥). ورواه الخطيب في "الرواة عن مالك" -كما في "لسان الميزان" (١/ ٣٠) - وابن حيان في "جزء من حديثه" (رقم ١٣٩) من طريق إبراهيم بن إسحاق الصيني عنه به. وإبراهيم هذا، قال عنه الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" (٣١): "متروك"، وأورده ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٧٨) وقال: "ربما خالف وأخطأ"، ولذا قال الخطيب: "كذا رواه إبراهيم، ووهم فيه، وصوابه عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا". ورواه النضر بن سلمة عن يحيى بن أبي قتيلة عن مالك به، ذكره الدارقطني في "علله" =