قال الدارقطني: "وأما القعنبي وأصحاب الموطأ، فرووه عن مالك عن الزهري عن سعيد مرسلًا، وهو الصواب عن مالك". سابعًا: ابن أبي ذئب: رواه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٤٦)، والدارقطني في "سننه" (٣/ ٣٣)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٥١)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٤٣٠)، من طريق عبد اللَّه بن نصر عن شبابة عنه عن الزهري عن سعيد، وأبي سلمة عن أبي هريرة. وعبد اللَّه بن نصر هذا ذكر له ابن عدي مناكير، وقال: وله غير ما ذكرت مما أنكرت عليه، وتحرف على ابن حزم في "المحلى" (٨/ ٩٩) إلى (نضر بن عاصم) وتعقبه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٣/ ٣٧). ومما يدل على ضعفه أنه جعله عن سعيد وأبي سلمة كما قال ابن عدي. وذكر الدارقطني في "علله" (٩/ ١٦٥)، أنه رواه عبد الحميد بن سليمان عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة. وعبد الحميد هذا ضعيف. ورواه الدارقطني (٣/ ٣٣) والحاكم (٢/ ٥١)، والبيهقي (٦/ ٣٩)، من طريق عثمان بن سعيد بن كثير عن إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب به. وإسماعيل مُخَلِّط في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها. وتابع إسماعيل بن عياش عبد اللَّه بن واقد، ذكره الدارقطني في "علله" (٩/ ١٦٥)، وعبد اللَّه بن واقد متروك الحديث. ورواه المعافى بن عمران عن إسماعيل بن عياش عن عباد بن كثير عن ابن أبي ذئب به. رواه الدارقطني في "علله" (٩/ ١٦٨ - ١٦٩) والمعافى بن عمران قال فيه الحافظ: مقبول، وكذلك رواه بقية بن الوليد، رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٤٢٨ - ٢٤٩). وعباد بن كثير ضعيف وهذا التخليط من إسماعيل بن عياش، قال ابن عبد البر عند رواية عباد بن كثير: "أما حديث إسماعيل بن عياش فهذا أصله، وقد روي عن إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب ولم يسمعه إسماعيل من ابن أبي ذئب، وإنما سمعه من عباد بن كثير عن ابن أبي ذئب، وعباد بن كثير عندهم ضعيف لا يحتج، به وإسماعيل بن عياش عندهم أيضًا غير مقبول الحديث إذا حدث عن غير أهل بلده. . .". وثقات أصحاب ابن أبي ذئب يروونه عنه مرسلًا. ثامنًا: يحيى بن أبي أنيسة: رواه الشافعي في "مسنده" (٣/ ١٦٤)، ومن طريقه البيهقي (٦/ ٣٩): أخبرنا الثقة عنه، ويحيى ضعيف، وبه ضعّفه ابن عبد البر (٦/ ٤٢٧)، وشيخ الشافعي لا يعرف، وهذا توثيق غير مقبول. =