للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حميد بن مالك، عن مكحول، عن معاذ بن جبل قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا معاذ، ما خلق اللَّه شيئًا على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق، و [ما خلق اللَّه شيئًا على وجه الأرض] (١) أحب إليه من العتاق، فإذا قال الرجل لمملوكه: أنت حرٌّ إن شاء اللَّه، فهو حرّ ولا استثناء له، وإذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء اللَّه، فله استثناؤه ولا طلاق عليه" (٢) ثم ساقه من طريق [محمد بن مصفَّى: ثنا معاوية بن حفص، عن حميد، عن مالك اللخمي: حدثني مكحول، عن معاذ بن جبل -رضي اللَّه عنه-: [أنه سأل] (٣) رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن رجل قال لامرأته: أنت طالق إن شاء اللَّه، فقال:


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٢) رواه البيهقي في "سننه الكبرى" (٧/ ٣٦١)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (٦/ ٣٩٠) رقم (١١٣٣١)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٦٩٤)، والدارقطني (٤/ ٣٥)، ومحمد بن الحسن في "مخارج الحيل" (ص ٦)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" رقم (١٠٦٦)، وفي "التحقيق" (١٧١٨ أو ٩/ ١٦٧ رقم ٢٠٧٨ - ط قلعجي) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش به.
ومدار هذا الحديث على حميد بن مالك هذا، وقد ضعَّفه يحيى بن معين، وقال ابن عدي: وأحاديثه مقدار ما يرويه منكر.
قال البيهقي بعد روايته: حميد بن مالك مجهول، ومكحول عن معاذ بن جبل منقطع.
وقال ابن الجوزي في "التحقيق": "مكحول لم يلق معاذًا، وإسماعيل بن عيَّاش وحميد ومكحول كلهم ضعاف".
أقول: قوله: مكحول أنه من الضعفاء هذا من أعجب العجب، فمكحول من الثقات المشاهير، فلعله سبق قلم.
ومما يدل على ضعف حميد بن مالك: أنه اضطرب فيه، فقد رواه الدارقطني في "سننه" (٤/ ٣٥) من طريقه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل. وفي إسناده من لا يعرف أيضًا، انظر: "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ١٧٠ - ١٧١) و"تنقيح التحقيق" (٣/ ٢٢١) لمحمد بن عبد الهادي.
وقال البيهقي (٧/ ٣٦١): وقد قيل: عن حميد عن مكحول عن خالد بن معدان عن معاذ.
وقال الذهبي في "التنقيح" (٩/ ١٦٨): "هذا لم يثبت مع نكارته وانقطاعه، وضعف حميد" وقال محمد بن عبد الهادي في "التنقيح" (٣/ ٢٢٢): "وقد تكلم في حميد أئمة الجرح، منهم ابن معين، وأبو زرعة وأبو حاتم وابن عدي، والأزدي، وقال النسائي: لا أعلم روى عنه غير إسماعيل بن عياش، وقد روى عنه غيره إلا أنه كذاب، والحمل في هذا الحديث عليه -يعني حميدًا - لكن مكحول أصلح من هؤلاء" ونقل -قبل- عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله عن الأحاديث الواردة في الباب: "لم يخرجها أحد من أصحاب الكتب الستة" وقال عن حديثنا هذا: "رواه أبو يعلى عن داود بن رشيد عن إسماعيل".
(٣) بدل ما بين المعقوفتين في (ك): "سئل".

<<  <  ج: ص:  >  >>