هذا إن لم ينقل عن أحد منهم خلاف في المسألة، فإن خالف بعضهم فالمسألة اجتهادية "محاسن التأويل" (١/ ١٠٢) وانظر "الموافقات" (٤/ ١٢٧ - ١٢٩ - بتحقيقي). ومن هذا النقل نستفيد فوائد: ١ - تقدير الإمام الشاطبي الاحتجاج بتفسير الصحابة. ٢ - موافقة الشيخ القاسمي له بنقل كلامه والاستدلال به. ٣ - إن أجمعوا علبه كان حجة ملزمة، وما اختلفوا فيه جاز الاجتهاد فيه ضمن أقوالهم. ٤ - أن أعمال وأقوال الصحابة -رضي اللَّه عنهم- تبين النصوص وتخصص عمومها، وتقيد مطلقها. (س). (٢) في (ق): "قولهم". (٣) ذكر ذلك السيوطي رحمه اللَّه في كتابه "الإتقان" (٤/ ١٨١ - ت محمد أبو الفضل)، لكن الذي رأيته في "المستدرك" للحاكم (٢/ ٢٥٨ - ط دار الفكر) في كتاب "التفسير": بعد تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} قال ابن عباس: "الجن والإنس". قال الحاكم: "ليعلم طالب هذا العلم [أي التفسير] أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند" وانظره: (١/ ٢٧، ١٢٣، ٥٤٢). قلت: والحق أن تفسير الصحابي الذي لم يأخذ عن أهل الكتاب مسند فيما يتعلق بسبب النزول، وفيما يفسره إن كان مما لا مجال للاجتهاد فيه، ولا منقولًا عن لسان العرب فحكمه الرفع وإلا فلا، وأما إذا فسر آية تتعلق بحكم شرعي، فيحتمل أن يكون =