(١) ورد من حديث جمع من الصحابة من أصحها: حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: رواه ابن حِبَّان (٩٦)، والحاكم (١/ ١٠٢)، وابن المبارك في "الزهد" (١١٩)، والبيهقي في "المدخل" (٥٧٥)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٥/ ٣٨ و ٣٩)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٨)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٢٣) من طرق عن ابن وهب: حدثني عبد اللَّه بن عيَّاش بن عيَّاس عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عنه. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين، وليس له علة، وسكت عنه الذهبي. أما ابن الجوزي فقال: فيه عبد اللَّه بن وهب الفسوي (ويقال: النسوي)، قال ابن حبان: دجَّال يضع الحديث. وقد رد عليه ابن القيم في "تعليقه على مختصر السنن" للمنذري (٥/ ٢٥١ - ٢٥٢)، والحافظ العراقي في "إصلاح المستدرك"، كما في "شرح الإحياء" (١/ ١٠٩) بأن عبد اللَّه بن وهب النسوي متأخر عن هذه الطبقة، وأن عبد اللَّه في هذا السند إنما هو ابن وهب القرشي الثقة المعروف. لكن في السند عبد اللَّه بن عياش، قال عنه أبو حاتم: ليس بالمتين، يكتب حديثه وهو قريب من ابن لهيعة، وقد ضعَّفه أبو داود والنسائي، وقد روى له مسلم حديثًا واحدًا في الشواهد. وقال ابن يونس: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو حديث حسن في الشواهد، أما أن يصحح أو يحسن لذاته فلا. وقد عزاه الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٦٣) للطبراني في "الكبير" (رقم ٣٣ - قطعة من الجزء ١٣) - ط حمدي السلفي)، و"الأوسط" (رقم ٥٠٢٧)، وقال: رجاله موثقون. أقول: وفي هذا الباب أيضًا حديث أبي هريرة، وقد أعرضت عن ذكره لوقوع اختلاف في إسناده لطول الحديث عنه. وقد حَسَّن أو صحح حديث أبي هريرة، الترمذي في "سننه" (٢٦٤٩)، والذهبي في "الكبائر" (ص ١٢٢ - بتحقيقي)، وابن القيم في "تهذيب السنن" (٥/ ٢٥١)، والعراقي كما في "شرح الإحياء" (١/ ١٠٩)، وابن حجر في "القول المسدد" (ص ١١)، ومشَّاه العقيلي (١/ ٧٤) فقال: إسناده صالح. أما ابن الجوزي رحمه اللَّه فقد ذكر الحديث في "العلل المتناهية" (١/ ٩٦ - ١٠٧)، وذكر طرقه كلها عن عشر من الصحابة وضعفها كلها، وقال: لا يصح عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-!! وكذا ذكره الموصلي في كتابه "المغني" (ص ١٠٥)، وهذا فيه مبالغة، نعم في بعض طرقه =