قال الترمذي: حديث غريب. أقول: علته فرقد هذا، قال يحيى بن سعيد: ما يعجبني الحديث عن فرقد، وقال أيوب: ليس بشيء، وقال أحمد: روى عن مُرّة منكرات. وفي الطريق إلى فرقد عند جميع من أخرج الحديث ضعيفٌ أو متروك، ومرة لم يدرك أبا بكر ولم يسمع منه ثم وجدت لـ (فرقد) متابعة قويّة!! فقد رواه أبو يعلى (٩٦) من طريق معاوية بن هشام عن شيبان عن عامر عن مرة به. وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي ثقة مشهور، وعامر هو الشعبي. ومعاوية بن هشام: صدوق، في حديثه وهم، وقد روى له مسلم فمثله حديثه حسن ما لم يخالف. وقد خولف رواه الطبراني في "الأوسط" (٩٣٠٨ - ط الطحان) عن آدم عن شيبان عن جابر الجعفي عن الشعبي عن مرة به فجعل آدم بن أبي إياس بين شيبان والشعبي (جابر الجعفي) و (آدم) أوثق من (معاوية بن هشام)، وقد جوّده، قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا جابر الجعفي ولا رواه عن جابر إلا شيبان وأبو حمزة السكري". وأخشى أن يكون (عن جابر) ساقطة من "مسند أبي يعلى"، مع أنها غير موجودة في الطبعة الأخرى (رقم ٩١ - ط إرشاد الحق) لأني وجدته عند المروزي (رقم ١٠٢) من طريق معاوية بن هشام عن شيبان عن جابر عن عامر به. قلت: ورواه من طريق ابن حمزة المروزي في "مسند أبي بكر" (رقم ٩٩)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١٦٤) والخطيب (١/ ٤٠٣) والبيهقي في "الشعب" (رقم ٨٥٨٠، ٨٥٨١)، وجابر الجعفي ضعيف، فالحديث ضعيف، وانظر "السلسلة الضعيفة" (رقم ١٩٠٣)، "وبيان الوهم والإيهام" (٢/ ٤٠٣ - ٤٠٥ و ٣/ ١٣٧). (تنبيه): عزى المصنف الحديث إلى مسلم في "صحيحه"، ولم أجده فيه، ولا عزاه إليه المزي ولا ابن الأثير. (٢) سبق تخريجه. (٣) ورد عن جمع من الصحابة: أولًا: ابن مسعود: رواه ابن حبان (٥٦٧)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٢٣٤)، =