للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو يسأل عن رجل أسلف رجلًا مالًا (١) وباعه سلعة هل يحل ذلك؟ فيقول: نعم يحل ذلك، وصاحب الشرع [صلى اللَّه عليه وسلم]، يقول: "لا يحل سلف وبيع" (٢).

ونظائر ذلك كثيرة جدًا، وقد كان السَّلفُ الطَّيِّب يشتدُّ نكيرُهم وغضبُهم على مَنْ عارض حديثَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- برأي أو قياس أو استحسان أو قول أحد من الناس كائنًا من كان، ويهجرون فاعل ذلك (٣)، وينكرون على من يضرب له الأمثال (٤)، ولا يسوِّغون غير الانقياد [له] (٥) والتسليم والتلقي بالسمع والطاعة، ولا يخطر بقلوبهم (٦) التوقف في قبوله حتى يشهد له عمل أو قياس أو يوافق قول فلان وفلان، بل كانوا عاملين بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ


= خزيمة (١٤٨٠)، والحاكم (١/ ٢٤٧)، والبيهقي (٣/ ٨٥)، والبغوي (٧٩٦) من طرق عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين عن عمرو بن أم مكتوم به.
وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة.
لكن رواه الطحاوي في "مشكل الآثار" (٥٠٨٦) من طريق إبراهيم بن طهمان عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن أم مكتوم به.
ورواية الجماعة أولى، وأخشى أن يكون إبراهيم بن طهمان قد سلك الجادة، فإن عاصمًا معروف بالرواية عن زر.
وأصل الحديث ثابت في "صحيح مسلم" (٦٥٣) من حديث أبي هريرة قال: أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلٌ أعمى فقال: يا رسول اللَّه، إنه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد. . فقال: هل تسمع النداء؟ فقال: نعم، قال: فأجب.
وانظر أدلة وجوب صلاة الجماعة عند المصنف في "بدائع الفوائد" (٣/ ١٥٩ - ١٦١)، و"مدارج السالكين" (١/ ١٢١ - ١٢٢ مهم)، و"كتاب الصلاة" (ص ٦٣ - ٧٥ مهم)، و"زاد المعاد" (٤/ ١٨٨)، ووقع في (ق): "وقد قال صاحب الشرع: لا أجد لك رخصة".
(١) في المطبوع: "ما له".
(٢) سبق تخريجه، وما بين المعقوفتين من (ق).
وفي النهي عن سلف وبيع وحكمته انظر: "تهذيب السنن" (٥/ ١٤٤ - ١٥٩ مهم)، و"زاد المعاد" (٤/ ٢٦٢ مهم).
(٣) الأمثلة على هذا كثيرة، منها قصة عبد اللَّه بن المغفّل من الرجل الذي كان يخذف، رواها البخاري (٥٤٧٩)، ومسلم (١٩٥٤)، ومنها قصة عبد اللَّه بن عمر لما روى حديث: "لا يمنعن رجل أهله أن يأتوا المسجد" فقال ابن له: فإنا نمنعهن، فقال عبد اللَّه: أحدثك عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتقول هذا، فما كلمه حتى مات، أخرجه أحمد (٢/ ٣٦) بإسناد صحيح، وانظر كتابي "الهجر" (ص ١٦٤ وما بعد).
(٤) مثاله: قصة عمران بن حصين مع بُشير بن كعب، لما سمع رواية عمران لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الحياء خير كله" رواها البخاري (٦١١٧) ومسلم (٦٠، ٦١).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٦) في (ق): "بباطنهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>