كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

فصل [فوائد تتعلق بالفتوى] - [لا يجوز إخراج النصوص عن ظاهرها لتوافق مذهب المفتي] - ج: 6 - ص: 185

لحفص الفرد (١): أنا أخالفك في كل شيء حتى في قول: لا إله إلا اللَّه، أنا أقول: لا إله إلا اللَّه الذي يُرى في الآخرة، والذي كلم موسى تكليمًا، وأنت تقول: لا إله إلا اللَّه الذي لا يُرى في الآخرة، ولا يتكلم.

وقال البيهقي في "مناقبه" (٢): ذكر الشافعي إبراهيم بن إسماعيل ابن عليَّة فقال: "أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله: لا إله إلا اللَّه، لست أقول كما يقول، أنا أقول: لا إله إلا اللَّه الذي كلَّم موسى من وراء حجاب، وذاك يقول: لا إله إلا اللَّه الذي خلق كلامًا أسمعه موسى من وراء حجاب".

وقال في أول خطبة "رسالته" (٣): "الحمد للَّه الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به الواصفون من خلقه". وهذا تصريح بأنه لا يوصف إلا بما وصف به نفسه [تعالى] (٤)، وأنه يتعالى ويتنزه عما يصفه به المتكلمون وغيرهم مما لم يصف به نفسه.

وقال (٥) أبو نصر أحمد بن محمد بن خالد (٦) السجزي: سمعت أبي يقول: قلت لأبي العباس بن سُريج: ما التوحيد؟ فقال: "توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه، وتوحيد أهل الباطل: الخوض في الأعراض والأجسام، إنما بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بإنكار ذلك" (٧).

---

= "تبيين كذب المفتري" (٣٣٥، ٣٣٦، ٣٣٧، ٣٤١) والتيمي في "الحجة" (١/ ١٠٤) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٢/ ٩٣٩) و"الانتقاء" (٧٨) واللالكائي في "السنة" (١٠١٣) وهو في "شرح السنة" (١٧/ ٢١) و"تلبيس إبليس" (٨٢، ٨٩) و"البداية والنهاية" (١٠/ ٢٨١)، و"الآداب الشرعية" (١/ ٢٢٥) و"طبقات الشافعية" (١/ ٢٨١) و"شرح العقيدة الطحاولة" (ص ٢٢٩) و"الاعتصام" (٣/ ٤٢٢ - بتحقيقي) و"توالي التأنيس" (ص ١١٠)، و"شرح الفقه الأكبر" (ص ٣) و"الأمر بالاتباع" (ص ٧١)، و"الفتاوى الحديثية" (١٧٥ - ١٧٧).
(١) قال (د)، و (ح): "هكذا في النسختين بالدال، وفي "التقريب" بالخاء المعجمة، أي الفرخ" وانظر: "درء تعارض العقل والنقل" (٧/ ٢٥٠) و"تبيين كذب المفتري" (٣٤٠ - ٣٤١).
(٢) (١/ ٤٠٩ - ط دار التراث)، ونقله عن البيهقي: الفخرُ الرازي في "مناقب الإمام الشافعي" (ص ١١٠، ١١١ - ط دار الجيل).
(٣) (ص ٧ - ٨).
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٥) في (ق): "قال".
(٦) في (ك): "حامد".
(٧) رواه أبو عبد الرحمن السلمي في "الرد على أهل الكلام" (ص ٨٦ - ٨٧) والتيمي في "الحجة" (١/ ٩٦، ٩٧) والهروي في "ذم الكلام" (رقم ١٢٦٠) وذكره ابن تيمية في "درء =