للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا رسول اللَّه ما يفعل بنا ربُّنا إذا لقيناه؟ فقال: "تُعرضون عليه باديةً له صفحاتُكم لا يخفى عليه خافية منكم فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلَكم فلعمر إِلهك! ما يخطئ وجه واحد منكم منها قطرة فأما المسلم فتدع وجهه مثل الرَّيطةِ (١) البيضاء، وأما الكافر فتخطمُه بمثل الحميم الأسود" (٢)، ذكره أحمد.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم-: بم نُبصر، وقد حبس الشمس والقمر؟ فقال للسائل: بمثل بَصَرِك ساعتك هذه وذلك مع طلوع الشمس وذلك في يوم أشَرَقت فيه الأرض، ثم واجهته الجبال.

فسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- بم نُجزى من حسناتنا وسيئاتنا؟ فقال: الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها أو يعفو".

فسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- على ما (٣) يطلع من الجنة؟ فقال: "على أَنهار من عسل مصفَّى، وأَنهار من كأس ما بها من صداع، ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن، وفاكهة، لعمرو إِلهك! مما تعلمون وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة".

فسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- أَلنا فيها أزواج؟ فقال: "الصالحات للصالحين تلذونهن (٤) مثل لذاتكم في الدنيا ويلذونكم غير أن لا توالد" (٥)، ذكره أحمد.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن كيفية إتيان الوحي إليه فقال: "يأتيني أحيانًا مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليٌ فيفصمُ عني، وقد وعيتُ ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا" (٦)، متفق عليه.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن شبه الولد بأبيه تارة وبأمه تارة؟ فقال: "إذا سبق ماء الرجل ماء


(١) قال (و): "كل ملاءة ليس بلْفِقَيْن، وقيل: كل ثوب رقيق ليِّن".
وقال (د): "في نسخة: "مثل الرطبة البيضاء".
قلت: وانظر: "لسان العرب" (٧/ ٣٠٧ - دار الفكر) وتجد غريب حديث لقيط بطوله في: "غريب الحديث" (١/ ٢٢٨ - ٢٣٤) لابن قتيبة و"منال الطالب" (٢٣٤ - ٢٤٢) لابن الأثير و"سبل الهدى والرشاد" (٦/ ٦٢٦ - ٦٢٧) و"زاد المعاد" (٣/ ٦٧٨ - ٦٨٦).
(٢) هو جزء من حديث لقيط بن عامر أيضًا.
(٣) في المطبوع: "ماء" والصواب ما أثبتناه.
(٤) في (ك): "تلذوا بهن".
(٥) هو أيضًا جزء من حديث لقيط بن عامر المتقدم.
(٦) رواه البخاري (٢) في (بدء الوحي)، و (٣٢١٥) في (بدء الخلق): باب ذكر الملائكة، ومسلم (٢٣٣٣) في (الفضائل): باب عَرَق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في البرد وحين يأتيه الوحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>