وأما حديث عبد اللَّه بن عمرو؛ فرواه أحمد (٢/ ٢١٩ - ٢٢٠) من طريق حسن الأشيب عن أبي لنهيعة عن دَرَّاج عن عبد الرحمن بن جبير عنه. قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٣٦): وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. أقول: وابن لهيعة توبع، فقد تابعه عمرو بن الحارث به. أخرجه ابن جرير (٦/ ٥٨١) والواحدي في "الوسيط" (٢/ ٥٥٣) من طريق ابن وهب عن عمرو، وهذا إسناد حَسَن في الشواهد رواته ثقات غير دَرَّاج ففيه كلام. فالحديث بهذه الطرق صحيح بلا شك، واللَّه أعلم. وروى مسلم (٤٧٩) في (الصلاة): باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع من حديث ابن عباس "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" وهذا ليس فيه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سئل، فالاقتصار على ذكره لتدليل على مراد المصنف قصور، ولا تنس أن المقام في "فتاوى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". (١) رواه البخاري (٢٥١٨) في (العتق): باب أي الرقاب أفضل، ومسلم (٨٤) في (الإيمان) باب كون الإيمان باللَّه تعالى أفضل من الأعمال، من حديث أبي ذر الغفاري. (٢) رواه أحمد في "مسنده" (٣/ ٣٠٠ و ٣٠٢، ٣٧٢)، والدارمي (٢/ ٢٠٠)، وأبو داود الطيالسي (١٧٧٧)، والطبراني في "الصغير" (٧١٣)، وابن حبان (٤٦٣٩)، وابن أبي شيبة (٤/ ٥٦٣) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (رقم ٣٨) من طريق الأعمش عن أبي سفيان -طلحة بن نافع- عن جابر به. ورواه أحمد (٣/ ٣٤٦ و ٣٩١)، والحميدي (١٢٧٦)، وعبد بن حميد (١٠٦٠) وأبو يعلى (٢٠٨١) والبزار (١٧١٠ - زوائده) والطبراني في "الأوسط" (١٢٤٧، ٤٤٤٤، ط الطحان) من طرق عن أبي الزبير عن جابر. وهذه أسانيد صحيحة. وفي الباب عن جمع من الصحابة: عبد اللَّه بن حُبْشيّ، وأبو هريرة، وابن عباس، وسعد بن أبي وقاص وغيرهم. انظر: "الجهاد" لابن المبارك (ص ٨٧) و"الجهاد" لابن أبي عاصم (١/ ١٩٨ و ٢/ ٥٧٢ - ٥٧٥). (٣) رواه البخاري (١٤١٩) في (الزكاة): باب فضل صدقة الصحيح والشحيح، و (٢٧٤٨) في "الوصايا": باب الصدقة عند الموت، ومسلم (١٠٣٢) في "الزكاة": باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح، من حديث أبي هريرة.