أخرجه ابن أبي شيبة (١١/ ٥٢) وابن جرير (٦/ ٥٨٠) من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة به. أقول: في هذا السند وَهْمٌ ولا بد، وذلك لأن الثقال -كما قلت- رووه عن أبي صالح وذكروا بينه وبين أبي الدرداء واسطتين وهنا رواه عاصم -وهو صاحب أوهام معروفة وحديثه لا يزيد عن الحسن- فجعله عن أبي صالح عن أبي الدرداء بلا واسطة، فأسقط الواسطتين فهذا لا شك وهم، ثم بالنظر إلى وفاة أبي الدرداء الذي توفي في خلافة عثمان، وقيل بعد ذلك، كما في "التقريب"، ووفاة أبي صالح سنة (١٠١) يظهر أن في سماعه منه نظرًا، وبعد أن كتبت هذا رأيت الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١١/ ١٣٥) يقول: وفي سماع أبي صالح من أبي الدرداء نظر، فتأكد ما عندي والحمد للَّه على توفيفه. ومما يؤكد أيضًا وجود الوهم في تصريح أبي صالح بالسماع من أبي الدرداء أن الترمذي روى الحديث (٣١١٦) من طريق أحمد بن عبدة الضبي عن حماد بن زيد عن عاصم عن أبي صالح عن أبي الدرداء، ورواه ابن جرير من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم به، دون ذكر السماع. ولو فرضنا أن أبا صالح سمع من أبي الدرداء، فإن رواية عاصم بن بهدلة وهم لا شك فيها لمخالفته أهل الثقة والإتقان، إذ إن هؤلاء الثلاثة الذين ذكرت كل واحد منهم أوثق من عاصم بدرجات! وقد اغتر بظاهر سند ابن جرير المعلِّق على "مشكل الآثار" (٥/ ٤٢١) وشيخنا الألباني -رحمه اللَّه- في "السلسلة الصحيحة" (رقم ١٧٨٦) فحسّنا إسناده، وقد عرفت ما فيه. وعزاه الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٢/ ١٣٣) إلى الطيالسي وابن راهويه وأبي يعلى والطبراني، وعزاه في "الدر المنثور" (٤/ ٣٧٤) إلى الحكيم في "نوادر الأصول" وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه. وأما حديث عبادة بن الصامت؛ فرواه أحمد (٥/ ٣١٥، ٣٢١، ٣٢٥)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (ق ٩٨/ ب) وأبو داود الطيالسي (١٩٥٥)، والدارمي (٢/ ١٢٣)، والترمذي (٢٢٨٠) في (الرؤيا): باب قوله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وابن ماجه (٣٨٩٨)، والطبري (٦/ ٥٧٧ و ٥٧٨ و ٥٧٩ و ٥٨٠) والشاشي (١١٦٩، ١٢١٦، ١٢١٧) وابن عدي (٤/ ١٥٣٢) والواحدي في "الوسيط" (٢/ ٥٥٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٧٥٣)، والحاكم (٢/ ٣٤٠ و ٤/ ٣٩١)، من طرق عنه، وفي بعض أسانيده اختلاف. وعزاه في "الدر المنثور" (٤/ ٣٧٤) أيضًا إلى الحكيم الترمذي وابن المنذر والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه. وأما حديث أبي هريرة؛ فرواه ابن جرير الطبري (٦/ ٥٧٨) من طريق عمار بن محمد =