أقول: لا أدري لماذا لا يُحتج بإسناده، فمعاوية بن صالح وثقه غير واحد وروى له مسلم، نعم فيه بعض الكلام لكن لا ينزل عن درجة الحسن. والعلاء بن الحارث روى له مسلم أيضًا ووثقه جماعة وكان يرى القدر، وهذا لا يضر في الرواية, وذكروا أنه خلط في آخر عمره. ولم يذكروا من روى عنه قبل الاختلاط أو بعده، ويظهر أن اختلاطه لم يكن بيّنًا، وأخشى أن لا يكون أخذ منه أحد بعد الاختلاط، وحرام بن حكيم من الثقات، وثقه العجلي وابن حبان والدارقطني، وفيه رد على ابن حزم في "المحلى" (٢/ ١٨٠ - ١٨١) كما قال: "حرام بن حكيم ضعيف": ووجدت أنه مراد عبد الحق في "الأحكام الوسطى"، قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٣١٠) عقب قوله: "ولا يحتج بهذا الإسناد" قال: "كذا قال، وهو كذلك، ولكنه بقي عليه أن يبين منه موضع العلة، وهو الجهل! بحال حرام بن حكيم الدمشقي"، قلت: الصواب أنه ثقة، كما قدمناه، وانظر له: "تاريخ دمشق" (١٢/ ٣٠٣). والحديث له شاهدان انظرهما في "نصب الراية" (١/ ٩٣ - ٩٤). وانظر: كلام المصنف حول المذي، وكيفية الطهارة منه في: "إغاثة اللهفان" (١/ ١٥٠)، و"تهذيب السنن" (١/ ١٤٨ - ١٤٩)، و"بدائع الفوائد" (٣/ ١١٩ - ١٢٠)، و (٤/ ٨٨). (٢) رواه البخاري (٢٢٨) في (الوضوء): باب غسل الدم، و (٣٠٦) في (الحيض) باب الاستحاضة، و (٣٢٠) باب إقبال المحيض وإدباره، و (٣٢٥) باب إذا حاضت في شهر ثلاث حيض، و (٣٣١) باب إذا رأت المستحاضة الطهر، ومسلم (٣٣٣) في (الحيض): باب المستحاضة وغسلها وصلاتها، من حديث عائشة. وانظر: "تهذيب السنن" (١/ ١٨١ - ١٨٣). (٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).