للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحيض فيها، ثم تغتسل وتتوضأ عند كل صلاة وتصوم وتصلي" (١).

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الوضوء من لحوم الغنم؟ فقال: "إن شئت فتوضأ، وإن شئت، فلا تتوضأ" (٢).

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الوضوء من لحوم الإبل؟ فقال: "نعم توضأ من لحوم الإبل" (٣).

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: "نعم صلوا فيها" (٤).

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الصلاة في مبارك الإبل؟ فقال: "لا" (٥).

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول اللَّه ما تقول في رجل لقي امرأة لا يعرفها فليس يأتي الرجل من امرأته شيء إلا قد أتاه منها غير أنه لم يجامعها؟ فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤] فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "توضأ، ثم صلِّ" فقال معاذ: فقلت يا رسول اللَّه أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: "بل للمؤمنين عامة" (٦).


(١) هو الحديث السابق لكن زاد فيه بعض الرواة عن هشام بن عروة: "وتتوضأ عند كل صلاة".
وقد زادها أبو معاوية عند البخاري (٢٢٨)، والترمذي (١٢٥) في (الطهارة): باب ما جاء في المستحاضة، وحماد بن زيد عند النسائي (١/ ١٨٥ - ١٨٦) في (الحيض): باب الفرق بين دم الحيض والاستحاضة. وقال بعده: "وقد روى غير واحد هذا الحديث عن هشام بن عروة ولم يذكر فيه: "وتوضأ"، واللَّه تعالى أعلم"!
ورواه أيضًا حماد بن سلمة عند الدارمي (١/ ١٩٩)، وأبو حمزة السكري عند ابن حبان (١٣٥٤)، وأبو عوانة عند ابن حبان أيضًا (١٣٥٥).
أقول: هؤلاء خمسة من الثقات رووا الحديث بهذه الزيادة مما يجعل لها أصلًا.
وانظر الكلام على هذا مفصلًا في: "الخلافيات" (٣/ ٤٤٢ - ٤٥٤) وتعليقي عليه، و"التلخيص الحبير" (١/ ١٦٧ - ١٦٩)، و"فتح الباري" (١/ ٣٣٢)، وتعليق الشيخ أحمد شاكر على "سنن الترمذي"، و"إرواء الغليل" (١/ ١٤٦).
وقد ساق المصنف ما أورد على هذا الحديث من علة وتعقبها في "تهذيب السنن" (١/ ١٨٨ - ١٨٩) فراجعه.
(٢) و (٣) و (٤) و (٥) كلها من حديث واحد رواه مسلم (٣٦٠) في (الحيض): باب الوضوء من لحوم الإبل، من حديث جابر بن سمرة.
وفي (ك) في الحديث قبل الأخير: "مبارك" بدل "مرابض" و"صل" بدل "صلوا".
وانظر تصحيح المصنّف للحديث في "تهذيب السنن" (١/ ١٣٦ - ١٣٨)، و"زاد المعاد" (٣/ ١٨٦) في أحكام الطب "لحم الجمل"، وهو مهم، وانظر "بدائع الفوائد" (٤/ ١٢٥) وكتابي "فتح المنان" (١/ ٤١ - ٤٤).
(٦) رواه أحمد (٥/ ٢٤٤) وعبد بن حميد (١١٠) والترمذي (٣١٢٣) في (تفسير سورة هود)، والطبري (١٢/ ١٣٦)، والدارقطني (١/ ١٣٤) والواحدي في "أسباب النزول" (١٨١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>