للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مسح الحصى في الصلاة؟ فقال: "واحدة أو دَعْ" (١).

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- جابر عن ذلك؟ فقال: "واحدة، ولأن تُمسك عنها خير لك من مئة ناقة كلها سواد الحَدَق" (٢)، فقلت (٣): المسجد كان مفروشًا بالحصباء فكان أحدهم يمسحه (٤) بيديه لموضع سجوده فرخَّص النبي في مسحه واحدة وندبهم إلى تركها، والحديث في "المسند".

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الالتفات في الصلاة فقال: "هو اختلاسٌ يختلسه الشَّيطان من صلاة العبد" (٥).


(١) رواه عبد الرزاق (٢٤٠٦)، -ومن طريقه أحمد (٥/ ١٦٣) -، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٠٢)، والبزار في "مسنده" (٥٧٠ - زوائده) من طريق الثوري عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر به.
قال الهيثمي بعد أن عزاه للبزار فقط (٢/ ٨٧): وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وفي حديثه ضعف.
أقول: ومما يدل على ضعفه اضطرابه فيه.
فقد رواه ابن خزيمة (٩١٦)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (١٤٢٩) من طريق سفيان أيضًا عنه عن عبد اللَّه بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به.
ورواه أحمد في "مسنده" (٥/ ٤٠٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٠٢) من طريق وكيع عنه عن شيخ يقال له: هلال عن حذيفة!
فجعله من مسند حذيفة.
لكن رواه عبد الرزاق (٢٤٠٤)، والطيالسي (٤٧٠) عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي ذر.
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
قال الطيالسي: وقال سفيان: عن الأعمش عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر، وهذا إسناد صحيح أيضًا.
وله شاهد من حديث معيقيب رواه البخاري (١٢٠٧) في (العمل في الصلاة): باب مسح الحصى، ومسلم (٥٤٦).
وانظر ما بعده.
(٢) رواه أحمد في "مسنده" (٣/ ٣٠٠ و ٣٢٨ و ٣٨٤ و ٣٩٣)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤١١ - ٤١٢)، وابن خزيمة (٨٩٧)، وعنه ابن حبان -كما في "إتحاف المهرة" (٣/ ١٥١) -، والطحاوي في "مشكل الآثار" (١٤٣٣) من طرق عن ابن أبي ذئب عن شرحبيل بن سعد عن جابر به.
قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٨٦): فيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف، وفي (ك): "سود الخلق".
(٣) في (ك): "قلت".
(٤) في (ك): "يمسح".
(٥) رواه البخاري (٧٥١) في (الأذان): باب الالتفات في الصلاة، و (٣٢٩١) في (بدء الخلق): =

<<  <  ج: ص:  >  >>