ثم رواه شعبة مباشرة عن جعدة -وكانت جدته أم هانئ- عن أم هانئ. قال شعبة: فقلت له: أأنت سمعت هذا من أم هانئ؟. قال: لا أخبرنا أبو صالح وأهلنا عن أم هانئ. وأبو صالح هذا هو باذام ضعيف. وجعدة هذا ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٣٩) وقال: من ولد أم هانئ عن أبي صالح عن أم هانئ روى عنه شعبة لا يعرف إلا بحديث فيه نظر. أقول: وسقطت عبارة "عن أبي" من مطبوع العقيلي!! وقال الترمذي: حديث أم هانئ في إسناده مقال. أما الحاكم فقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتلك الأخبار المعارضة لهذا لم يصح منها شيء، ووافقه الذهبي، وصححه في "كشف الخفاء" وأظنه تبعًا للحاكم. أقول: وهذا عجيب، وكان الحاكم ظن أن أبا صالح الذي في الإسناد هو ذكوان، وليس به. وقد روى إسحاق بن راهويه في "المسند" (٢١٣٢، ٢١٣٤)، وأبو داود (٢٤٥٦)، ومن طريقه البيهقي (٤/ ٢٧٧)، والطبراني في "الكبير" (٢٤/ ٤٢٥) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن أم هانئ قصة في شرب أم هانئ وهي صائمة فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أكنت تقضين شيئًا؟! قالت: لا. قال: فلا يضرك إن كان تطوعًا. وهذا إسناد ضعيف أيضًا لضعف يزيد، والحديث حسنه شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- بمجموع طرقه، انظر: "آداب الزفاف" (ص ١٥٦ - ١٥٨). (٢) في (ك): "وذكره". (٣) رواه الدارقطني (٢/ ١٧٧) -ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (٥/ ٤٠٩ رقم ١٣٣٨) -، =