للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: "ذاك يومٌ ولدت فيه وفيه أنزل عليَّ [القرآن] " (١)، ذكره مسلم.

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- أسامة فقال: يا رسول اللَّه إنك تصوم لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما؟ قال: أي يومين؟ قال: يوم الاثنين يوم الخميس، قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي، وأنا صائم" (٢)، ذكره أحمد.


= والحديث عزاه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٤/ ٢١٥) لأبي داود وابن خزيمة.
أقول: لم أجده في "سنن أبي داود" بعد الاستعانة بـ "تحفة الأشراف"، ولم أجده في "صحيح ابن خزيمة" أيضًا بعد بحث، ولا عزاه له ابن حجر نفسه في "إتحاف المهرة" (١/ ٢٧٨ - ٣٢١) في "مسند أسامة" منه. فاللَّه أعلم.
وقد صححه الحافظ اعتمادًا على تصحيح ابن خزيمة.
وثابت بن قيس هذا وثقه أحمد، وقال ابن معين في رواية: ليس به بأس، وقال في رواية أخرى: ليس بذاك، وهو صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقد تكلم فيه أبو داود وابن عدي وابن حبان والحاكم، فهو حسن الحديث على الأكثر.
ثم وجدته، رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢/ ٥١٤) -ومن طريقه الضياء في "المختارة" (٤/ رقم ١٣٢٠) - والبيهقي في "فضائل الأوقات" (رقم ٢١) وفي "الشعب" (٣/ رقم ٣٨٢٠)، وأبو القاسم البغوي في "مسند الحب" (رقم ٤٨)، وأبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (٤/ رقم ١٣١٩) - من طريق زيد بن الحباب عن ثابت بن قيس قال: حدثني أبو سعيد المقبري قال: حدثني أبو هريرة عن أسامة بن زيد فذكره.
وهذا إما أن يكون سمعه أبو سعيد المقبري على الوجهين: مرة بالواسطة ومرة عن أسامة مباشرة، أو أن يكون من أوهام ثابت؛ فابن مهدي أوثق وأحفظ من زيد بدرجات.
فإذا أردنا أن نرجح، فطريق ابن مهدي أرجح بلا شك.
وما بين المعقوفتين من (ك).
(١) رواه مسلم (١١٦٢) بعد (١٩٧) في (الصيام): باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس، من حديث أبي قتادة، ولفظه: "ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه (أو أنزل عليّ فيه).
وما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٢) هو تابع للحديث قبل السابق فقد رواه أحمد تامًا (٥/ ٢٠١) وكذا الضياء في "المختارة" (رقم ١٣٥٩)، ورواه النسائي (٢/ ٢٥١ و ٢٠٢) مقطعًا بالإسناد المذكور في تلك الحاشية.
وروى النسائي (٢/ ٢٠٢) الجزء الأول منه وأدخل أبا هريرة بين أبي سعيد المقبري وأسامة، وقد تكلمت عليه هناك، وبينت أن إسناده حسن.=

<<  <  ج: ص:  >  >>