كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[من فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم] - فصل [فتاوى تتعلق بالحج] - ج: 6 - ص: 334

وسأله عمر فقال: إني أُهديتُ نَجيبًا فأعطيت بها ثلاث مئة دينار فأَبيعها فأشتري بها بدنًا؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا انحرها إياها" (١).

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- زيد بن أرقم: ما هذه الأضاحي؟ فقال: "سنة أبيكم إبراهيم صلاة اللَّه وسلامه عليه" قال: فما لنا منها؟ قال: "بكل شعرة حسنة"، قالوا: يا رسول اللَّه فالصوف قال: "بكل شعرة من الصوف حسنة" (٢)، ذكره أحمد.

---

= والبيهقي (٥/ ٢٤٣)، والطحاوي في "المشكل" (١٣٢٩)، والبغوي (١٩٥٣)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٤٥٤) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن ناجية الخزاعي.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
أقول: غير أن صحابيه لم يرو له الشيخان.
ورواه مالك في "الموطأ" (١/ ٣٨٠) عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا.
وهذا لا يضر فقد وصله جماعة من الكات منهم: وكيع وسفيان، ورواه البيهقي (٥/ ٢٤٣) من طريق جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن رجل من أسلم قال. . . (فذكره).
وهذا لا يضر أيضًا إن شاء اللَّه تعالى.
(١) رواه أبو داود (١٧٥٦) في (الحج): باب تبديل الهدي، ومن طريقه البيهقي (٥/ ٢٤١ - ٢٤٢)، وابن خزيمة (٢٩١١) من طريق محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم (خالد بن أبي يزيد) عن جهم بن الجارود عن سالم عن أبيه.
وهذا إسناد فيه ضعف، جهم هذا -ويقال: شهم- لم يرو عنه إلا خالد بن أبي يزيد، وقال البخاري: لا يعرف له سماع من سالم، قال ابن خزيمة: "إن كان شهم بن الجارود ممن يجوز الاحتجاج بخبره"، وقال الذهبي: فيه جهالة.
أما ابن حبان فذكره في "الثقات"!!
(٢) رواه أحمد في "مسنده" (٤/ ٣٦٨)، وعبد بن حميد (٢٥٩ - المنتخب) وابن ماجه (٣١٢٧) في (الأضاحي): باب ثواب الأضحية، والطبراني (٥٠٧٥)، والعقيلي (٣/ ٤١٩)، وابن عدي (٥/ ١٩٩٣)، والحاكم (٢/ ٣٨٩)، والبيهقي (٩/ ٢٦١)، وأحمد بن منيع، وأبو يعلى في "مسنديهما" -كما في "مصباح الزجاجة" (٢/ ١٥٦) - والتيمي في "الترغيب" (٣٤٩)، والمزي في "تهذيب الكمال" (١٤/ ٩٤ - ٩٥) من طريق سلام بن مسكين عن عائذ اللَّه عن أبي داود عن زيد بن أرقم به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال الذهبي: عائذ اللَّه قال أبو حاتم: منكر الحديث.
أقول: عائذ اللَّه هذا ترجمه البخاري في "تاريخه" وقال: روى عنه سلام بن مسكين، لا يصح حديثه.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٢/ ١٥٦): هذا إسناد فيه أبو داود نفيع بن الحارث وهو متروك.
أقول: ونفيع هذا كذبه ابن معين وغيره، وهو في "ضعيف سنن ابن ماجه" (٦٧٢).