كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[من فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم] - فصل [فتاوى تتعلق بالحج] - ج: 6 - ص: 336

وجهًا رواه عنه ستة عشر نفسًا من أصحابه (١)، ففعل القران وأمر بفعله من ساق الهدي وأمر بفسخه إلى التمتع من لم يسق الهدي، وهذا من فعله وقوله كأنه رأي عين، وباللَّه التوفيق (٢).

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل: أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها؟ قال: "لا، ولكن خذ من شعرك وأظفارك، وقُصَّ شاربك، وتحلق عانتك وذلك تمام أضحيتك عند اللَّه" (٣)، ذكره أبو داود، والمنيحة: الشاة التي أعطاه إياها غيره لينتفع بلبنها فمنعت من التضحية بها لأنها (٤) ليست ملكه، وإن كان قد منحها هو غيره وقتًا معلومًا لزم الوفاء له بذلك، فلا يضحي بها أيضًا.

وأمر [رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-] (٥) سبعة من أصحابه كانوا معه فأخرج كل واحد منهم درهمًا فاشتروا أُضحية، فقالوا: يا رسول اللَّه لقد أغلينا بها، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن أفضل الضحايا أَغلاها وأسمنها" فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-[فأخذ رَجلٌ برِجْلٍ، ورجلٌ برِجْل] (٦)، ورجل بيد، ورجل بيد، ورجل بقرن، ورجل بقرن، وذبحها السابع وكبَّروا عليها جميعًا" (٧)، ذكره أحمد، نَزَّل هؤلاء النفر منزلة أهل البيت الواحد

---

(١) ساق هذه الروايات مفصلة بما لا مزيد عليه المؤلف -رحمه اللَّه- في "زاد المعاد" (٢/ ١٠٧ - ١١٦ مؤسسة الرسالة)، وكثير منها ثابت في "الصحيحين" فأغنى عن الإعادة.
(٢) انظر: "زاد المعاد" (١/ ١٧٧ - ١٩٦ مهم، ٢٤٣)، و"تهذيب السنن" (٢/ ٣٠٧، ٣٢٠ - ٣٢٣ مهم جدًا، ٣٢٥ - ٣٣١).
(٣) رواه أبو داود (٢٧٨٩) في (الأضاحي): باب ما جاء في إيجاب الأضاحي، والنسائي (٧/ ٢١٢، ٢١٣) في (الضحايا): باب من لم يجد الأضحية، وأحمد (٢/ ١٦٩)، وابن حبان (٥٩١٤)، والدارقطني (٤/ ٢٨٢)، والحاكم (٤/ ٢٢٣)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ١٥٩)، والبيهقي (٩/ ٢٦٣) من طريق عياش بن عباس عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد اللَّه بن عمرو به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
أقول: عيسى بن هلال روى عنه جمع ووثقه ابن حبان فهو حسن الحديث -إن شاء اللَّه تعالى-.
(٤) في المطبوع: "بأنها" والمثبت من (ك).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٦) في (ك): "فاخذ رجلٌ ورجل".
(٧) رواه أحمد في "مسنده" (٣/ ٤٢٤)، وابن سعد في "الطبقات" (٧/ ٤٢٣ - ٤٢٤)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٣٨٤)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٢٣١)، والبيهقي (٩/ ٢٦٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣/ ٢٧٧) كلهم من طريق بقية بن الوليد: حدثني عثمان بن زفر الجهني: حدثني أبو الأسد السلمي: (وفي بعضها أبو الأشد) عن أبيه عن جده به. =