كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[من فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم] - [فتاوى في بيان فضل الأعمال] - ج: 6 - ص: 346

"لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" (١)، ذكره أحمد.

واختلف رجلان في آية كل منهما أخذها عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فسألاه عنها فقال لكل منهما: "هكذا أنزلت"، ثم قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" (٢)، متفق عليه.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم-: أي المجاهدين أعظم أجرًا؟ قال: "أكثرهم للَّه ذكرًا" قيل: فأي الصائمين أعظم أجرًا؟ قال: "أَكثرهم للَّه ذكرًا"، ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك يقول: "أكثرهم للَّه ذكرًا" فقال: أبو بكر لعمر -رضي اللَّه عنهما-: ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أجل" (٣)، ذكره أحمد.

---

(١) لم أجده بهذا اللفظ عند أحمد (١) بعد تتبع، وأقرب ما وجدته له ما رواه الترمذي (٢٩٥١) في (القراءات): باب (١١)، وفي "العلل الكبير" (٦٤٧)، والنسائي في "فضائل القرآن" (٩٠)، والدارمي (٢/ ٤٧١)، والبغوي (١٢٢٣) من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، لكن ليس في آخره: "لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث".
وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وحديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص له ألفاظ فانظر "صحيح البخاري" (٥٠٥٢)، و"صحيح مسلم" (١١٥٩)، و"مسند أحمد" (٢/ ١٥٨)، و"سنن أبي داود" (١٣٨٨ - ١٣٩١ و ١٣٩٤ و ١٣٩٥)، وقوله في آخر الحديث: "لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث". رواه أحمد (٢/ ١٦٤ و ١٨٩ و ١٩٥)، والدارمي (١/ ٣٥٠)، وأبو داود (١٣٩٠ و ١٣٩٤)، والترمذي (٢٩٥٤)، وابن ماجة (١٣٤٧)، وابن حبان (٧٥٨) من طرق عن قتادة عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن عمرو بنحوه، وكذا وقع في المطبوع.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) رواه البخاري في مواطن منها: (٢٤١٩) في (الخصومات): باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، و (٤٩٩٢) في (فضائل القرآن): باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، ومسلم (٨١٨) في (صلاة المسافرين) باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، من حديث عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-.
والخلاف كان على سورة الفرقان.
(٣) رواه أحمد (٣/ ٤٣٨)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٧٠٤) من طريق ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه به.
قال الهيثمي (١٠/ ٧٤) في زبان بن فائد، وهو ضعيف، وقد وثق، وكذلك ابن لهيعة، وبقية رجال أحمد ثقات.
أقول: زبان ضعفه أحمد، وابن معين، وقال أبو حاتم: صالح؛ فهو ضعيف، وابن لهيعة حاله معروف.=