قال شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- بعد أن ذكر كلام أبي نعيم: "ولم أعرفه -أي محمد بن عبد اللَّه بن عامر- ويحتمل أن (عامر) محرف (نمير)، فإن كان كذلك فهو ثقة، ثم رأيت ما يرجح أنه هو فقد ذكره المزي في الرواة عن قتيبة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، فالإسناد صحيح، إن كان الشيخ أبي نعيم ثقة أو متابعًا. .، على أن أبا نعيم في استغرابه المتقدم قد أشار إلى أنه قد توبع". هذا نص كلامه -رحمه اللَّه- في "السلسلة الصحيحة" (٦/ ١٣١)، وهو متعقب، وبيان ذلك: إني كنت أقول في نفسي أن هذا الإسناد مركب موضوع، ففتشت عن محمد بن عبد اللَّه بن عامر هذا فإذا صوابه محمد بن عبد بن عامر بن مرداس أبو بكر السعدي التميمي السمرقندي، ذكره الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٢/ ٣٨٦)، وقال: قدم بغداد وحدّث بها وبغيرها عن يحيى بن يحيى، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي (وقتيبة بن سعيد) أحاديث منكرة باطلة، ثم ذكر له طائفة من الأحاديث المركبة والمسروقة، ثم ذكر له حديثين وقال: وهذان الحديثان لا أصل لهما عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعهما محمد بن عبد إسنادًا ومتنًا وله أحاديث كثيرة، تشابه ما ذكرناه وكلها تدل على سوء حاله وسقوط رواياته. ثم روى عن الدارقطني قوله فيه: لم يكن مرضيًا في الحديث. وقوله: يكذب ويضع!! وانظر ترجمته هناك تجد العجب، وذكره الذهبي في "الميزان" وقال: معروف بوضع الحديث، فسقط هذا الشاهد. . (تنبيه) حديث ابن عمر هذا لم يقف عليه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (١/ ١٦)، فقال: "لم أجده من حديث ابن عمر، ولا بعضه، لا في الكتب المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة ولكن وجدته من حديث أنس بلفظه مفرقًا، ووجدته في حديث جابر بمعناه مختصرًا مفترقًا ومجموعًا". وذهب السيوطي في "تحفة الأبرار" (ص ٣٧) مذهبًا آخر، أبعد فيه النجعة، فزعم أن قول النووي في "الأذكار" (١/ ٦٥): "حديث ابن عمر" سبق قلم، وأراد أن يقول: حديث أنس!! وله شاهد من حديث جابر رواه عبد بن حميد (١١٠٧) وأبو يعلى (١٨٦٥ و ٢١٣٨)، -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (١/ ١٧ - ١٨) - والطبراني في "الأوسط" (٢٥٠١)، و"الدعاء" (١٨٩١) ومسدد وأحمد بن منيع في "مسنديهما" -كما في "المطالب العالية" (٤/ ٢٨) - والفريابي في "الذكر" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (١/ ١٦ - ١٧) - ومحمد بن عاصم في "جزئه" (٣٥)، والفريابي في "الذكر" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (١/ ٢١) - والبزار (٣٦٤ - زوائده)، والحاكم (١/ ٤٩٤ - ٤٩٥)، وابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٨١)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (رقم ٦) و"الشعب" (١/ رقم ٥٢٨) من طريق عمر مولى غفرة عن أيوب بن خالد بن صفوان عنه =