وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: عمر ضعيف، وقال ابن حبان عنه: "كان ممن يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الإحتجاج به، ولا ذكره إِلا على سبيل التعجب"، وعّد الذهبي في "الميزان" (٣/ ٢١٠) هذا الحديث من منكراته، وضعفه الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٧٧)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٤٠٥). أقول: وأيوب هذا: فيه لين، كما قال الحافظ ابن حجر. وله شاهد أيضًا من حديث أبي هريرة لكن في لفظه مغايرة، رواه الترمذي (٣٥١٨) من طريق زيد بن الحباب، (في المطبوع: يزيد بن حبان وهو خطأ) عن حميد المكي مولى ابن علقمة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قلت: يا رسول اللَّه وما رياض الجنة؟ قال: المساجد، قلت: وما الرتع يا رسول اللَّه؟ قال: سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إِلَّا اللَّه واللَّه أكبر". وقال: هذا حديث حسن غريب. أقول: بل حميد هذا قال عنه ابن حجر: مجهول! وروى الطبراني في "الكبير" (١١١٥٨) من حديث ابن عباس مرفوعًا. . . قيل: يا رسول اللَّه؛ وما رياض الجنة؟ قال: مجالس العلم. قال الهيثمي: (١/ ١٢٦): وفيه رجل لم يُسم. (١) رواه أحمد (٣/ ٦٨ و ٧٦)، وأبو يعلى (١٠٤٦ و ١٤٠٣)، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ٩٨٠)، والطبراني في "الدعاء" (١٨٨٨، ١٨٨٨٩)، والبيهقي في "الشعب" (١/ رقم ٥٣٥) من طريقين (ابن لهيعة وعمرو بن الحارث) عن درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري به. قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٧٦): "رواه أحمد بإسنادين وأحدهما حسن وأبو يعلى كذلك". وكأنه يريد الإسناد الدي ليس فيه ابن لهيعة. أقول: لكن درّاج في روايته عن أبي الهيثم مقال. قال أحمد بن حنبل: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف، ونحوه قال ابن عدي، فإنه ذكر طائفة من أحاديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ثم قال: وأرجو إذا أخرجت دراج، وبريته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها. وقد أحسن القول فيه ابن معين! (٢) رواه أحمد (٢/ ١٧٧ و ١٩٠) من طريق حسن وحجاج بن محمد كلاهما عن ابن لهيعة =