للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قوم غزوا فقالوا: ما رأينا أفضل غنيمة ولا أَسرع رجعة منهم، فقال: "أدلكم على قوم أفضل غنيمة منهم، وأسرع رجعة؟ قوم شهدوا صلاة الصبح، ثم جلسوا يذكرون اللَّه حتى طلعت الشمس فأولئك أَسرع رجعة وأفضل غنيمة" (١)، ذكره الترمذي.


= عن راشد بن يحيى المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص به.
قال الهيثمي (١٠/ ٧٨): رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن.
أقول: ابن لهيعة قد تكلمنا عليه مرارًا وهذا ليس من رواية العبادلة عنه.
(تنبيه) العبادلة هم: عبد اللَّه بن المبارك، وعبد اللَّه بن وهب، وعبد اللَّه بن يزيد المقرئ، وعبد اللَّه بن مسلمة القعنبي، وقد ألحق بهم شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- قبل وفاته جمعًا، منهم: قتيبة بن سعيد الثقفي وإسحاق بن عيسى الطباع، وأظن ثالثًا وهو بشر بن بكر البجلي، قلت: ويمكن إلحاق شعبة والثوري والأوزاعي وعثمان بن الحكم الجذامي، وعمرو بن الحارث المصري، وليث بن سعد، ولهيعة بن عيسى بن لهيعة، وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبيد مولى بني هاشم وعثمان بن صالح السهمي بهؤلاء، وسبقت الإشارة إلى قبول رواية النضر بن عبد الجبار أبي الأسود عنه، وللتفضيل مقام آخر، واللَّه الهادي والموفق.
(١) رواه الترمذي (٣٥٧٠) وابن عدي (٢/ ٦٥٨) من طريق عبد اللَّه بن نافع الصائغ عن حماد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم (في "سنن الترمذي": يزيد بن أسلم، وهو خطأ، والتصويب من "تحفة الإشراف"، و"كامل ابن عدي") عن أبيه عن عمر بن الخطاب به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إِلا من هذا الوجه. وحماد بن أبي حميد هو أبو إبراهيم الأنصاري المدني وهو محمد بن أبي حميد المدني، وهو ضعيف في الحديث.
وله شاهدان قد يقويانه.
أولهما: شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أبو يعلى (٦٤٧٣ و ٦٥٥٩)، وابن حبان (٢٥٣٥)، وابن عدي (٢/ ٦٩١) من طريق حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر، عن المقبري عنه مرفوعًا، فذكر مثل أول حديث الباب، ثم قال: "ألا أخبركم بأسرع كرة، وأعظم غنيمة من هذا البعث؟ رجل توضأ في بيته، فأحسن وضوءه ثم تحمل إلى المسجد فصلى فيه الغداة، ثم عقب بصلاة الضحى فقد أسرع الكرة، وأعظم الغنيمة".
وفي إسناده حميد بن صخر، وهو حميد بن زياد أبو صخر، سماه حاتم بن إسماعيل حميد بن صخر، وهو من رجال مسلم إِلا أنه تكلم فيه، لكن قال ابن عدي: هو عندي صالح الحديث، وإنما أنكر عليه هذان الحديثان: "المؤمن مؤالف"، و"في القدرية" وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيمًا.
لذلك قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٣٥): ورجاله رجال الصحيح.
ثانيهما: حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، ولفظه نحو حديث أبي هريرة رواه أحمد (٢/ ١٧٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>