كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[من فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم] - [فتاوى في بيان فضل الأعمال] - ج: 6 - ص: 356

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- الصديق -رضي اللَّه عنه- أَن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته؟ فقال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا (١) يغفر الذنوب إِلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني [إنك] أنت الغفور الرحيم" (٢)، متفق عليه.

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- الأَعرابي الذي علَّمه أن يقول: "لا إله إِلا اللَّه وحده لا شريك له، اللَّه أكبر كبيرًا والحمد للَّه كثيرًا وسبحان اللَّه رب العالمين، ولا حول ولا قوة إِلا باللَّه العزيز الحكيم" فقال: هذا لربي فما لي؟ فقال: "قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك"، ذكره مسلم (٣).

---

= وزاد نسبته في "الدر المنثور": لسعيد بن منصور وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه.
قال الهيثمي (١٠/ ٨٧): وإسناده حسن!
أقول: رواية دراج عن أبي الهيثم قدمنا مرارًا أن فيها ضعفًا، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٨٤٨)، والحاكم (١/ ٥٤١)، والطبراني في "الصغير" (٤٠٧)، والعلائي في "جزئه" (٣٥ - ٣٦) وصححه الحاكم على شرط مسلم، وتعقبه العلائي بقوله: "قلت: وفيما قاله نظر" لأن مسلمًا لم يخرج لابن عجلان شيئًا في الأصول، إنما أخرج له في الشواهد ثلاثة عشر حديثًا، ثم قرر صحته بشواهده. قال الهيثمي (١٠/ ٨٩): ورجاله رجال الصحيح، غير داود بن بلال وهو ثقة.
وشاهد من حديث عثمان بن عفان، رواه أحمد (١/ ٧١)، والبزار (٤٠٥)، وأبو يعلى -كما في "المجمع" (١٠/ ٨٩) - والطبراني في "الدعاء" (١٧٠٠) وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.
وذكره من قبل في (١/ ٢٩٧) وقال: رجاله رجال الصحيح غير الحارث مولى عثمان بن عفان، وهو ثقة.
ولكن ظاهره أنه موقوف.
وللحديث شواهد انظرها في "الدر المنثور"، و"الدعاء" للطبراني (١٦٩٥، ١٦٩٨، ١٦٩٩).
(١) في المطبوع: "وأنه لا" والمثبت من (ك).
(٢) رواه البخاري (٨٣٤) في (الأذان): باب الدعاء قبل السلام، و (٣٦٢٦) في (الدعوات): باب الدعاء في الصلاة، و (٧٣٨٣ و ٧٣٨٨) في (التوحيد): وكان اللَّه سميعًا بصيرًا، ومسلم (٢٧٠٥) في (الذكر): باب استحباب خفض الصوت بالذكر، من حديث أبي بكر، وما بين المعقوفتين سقط من المطبوع.
(٣) هما حديثان: الأول إلى قوله: وارحمني واهدني وارزقني، وشك في: وعافني، رواه مسلم من حديث سعد بن أبى وقاص (٢٦٩٦) في (الذكر والدعاء): باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء. =