للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجة مبرورة تفضل سائر العمل، كما بين مطلع الشمس ومغربها" (١)، ذكره الإمام أحمد.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- أيضًا: أي الأعمال أفضل؟ قال (٢): "أن تحب للَّه وتبغض للَّه وتعمل لسانك في ذكر اللَّه" قال السائل: وماذا يا رسول اللَّه؟ قال: "أن (٣) تحبَّ للناس ما تحب لنفسك، وأن تقول خيرًا أو تصمت" (٤).

واختلف نفر من الصحابة في أفضل الأعمال؛ فقال بعضهم: سقاية الحاج،


(١) رواه أحمد في "مسنده" (٤/ ٣٤٢)، والبخاري في "تاريخه الكبير" (٨/ ٣٧)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٨١١)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٦٣٦)، وفي (الجهاد): (٢٤)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥/ رقم ٦١٩٩) من طرق عن هدبة بن خالد: حدثنا وهيب عن الجريري عن حبان بن عمير: حدثنا ماعز به.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، والجريري هو سعيد بن إياس اختلط، لكن وهيب وهو ابن خالد سمع منه قبل الاختلاط، ورواه أيضًا ابن أبي عاصم في (الجهاد): (٢٤) من طريق خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن الجريري به.
وخالد أخرج له الشيخان من روايته عن الجريري.
ورواه أحمد في "مسنده" (٤/ ٣٤٢)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٨٠٩) من طريق شعبة، ورواه البخاري في "التاريخ" (٨/ ٣٧) من طريق عباد بن العوام كلاهما عن الجريري عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير عن ماعز به.
وشعبة سمع من الجريري قبل الاختلاط أيضًا.
قال الحافظ في "الإصابة": فكأن للجريري فيه شيخان، والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٠٧)، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.
تنبيه: ماعز المذكور في هذا الحديث هو غير ماعز المشهور الذي رُجم، ولا يعرف نسبه، ذكره الحافظ في "الإصابة" هكذا ماعز غير منسوب.
(٢) في المطبوع: "فقال".
(٣) في المطبوع: "وأن".
(٤) رواه أحمد (٥/ ٢٤٧) حدثنا حسن عن ابن لهيعة: حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ (في المطبوع: سهيل وهو خطأ) عن أبيه عن معاذ بن جبل به.
لكن رواه الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٤٢٥) من طريق أسد بن موسى عن ابن لهيعة عن زبان عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه به، من مسند معاذ بن أنس.
ورواه أيضًا (٢٠/ ٤٢٦) من طريق رشدين عن زبان به من مسند معاذ بن أنس أيضًا.
والعجب أن الهيثمي في "المجمع" ذكره في (١/ ٦١)، وعزاه للطبراني في "الكبير"، وقال: وفي إسناده ابن لهيعة، وفي (١/ ٨٩)، وعزاه للطبراني أيضًا، وقال: في الأولى رشدين بن سعد وفي الثانية ابن لهيعة، وكلاهما ضعيف، ولم يذكر رواية أحمد مطلقًا.
أقول: وفي الإسناد أيضًا زبان بن فائد وهو ضعيف أيضًا.
وقال ابن حجر في ترجمة سهل بن معاذ: لا بأس به إِلا في رواية زبان عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>