وقد عرفت حال هذا المرسل، وحال الشاهد من حديث أبي الدرداء، ورغم هذا ذكر شيخنا -رحمه اللَّه- الحديث في "السلسلة الصحيحة" (٨٥٤)، واللَّه أعلم. (١) رواه أبو داود (١٣٢٥) في (الصلاة) باب افتتاح الليل بركعتين مختصرًا و (١٤٤٩) في الصلاة: "باب" مطولًا والنسائي في "سننه" (٥/ ٥٨) في (الزكاة) باب جهد المقل و (٨/ ٩٤) في (الإيمان) باب ذكر أفضل الأعمال، وأحمد في "مسنده" (٣/ ٤١١ - ٤١٢)، والبخاري في "تاريخه الكبير" (٥/ ٢٥)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٥٢٠) وفي "الجهاد" (٤٠) و (٢٣٤)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٤٧٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٣ و ٤/ ١٠٨ و ٩/ ١٦٤) من طرق عن حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني عثمان بن أبي سُليمان عن علي الأزدي، حدثني عبيد بن عمير عن عبد اللَّه بن حُبْشي الخثعمي به مطولًا ومختصرًا. قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٢/ ٢٨٥): إسناده قوي. ثم بيّن الحافظ ذِكْر البخاري للاختلاف في إسناده حيث رواه من طريقين عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده، واسم جده: قتادة، قال الحافظ: وفي كل منهما مقال. وعلي الأزدي هو ابن عبد اللَّه روى له مسلم حديثًا واحدًا، وليس هو بكثير الحديث وثقه العجلي وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به، فحديثه أولى وأصح. ثم رواه البخاري من طريق صالح عن ابن شهاب عن عبد اللَّه بن عبيد عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، قال ابن حجر: وبهذا أقوى (أي المرسل). أقول: إن أراد ابن حجر أنه أقوى ممن رواه عن عبد اللَّه بن عمير عن أبيه عن جده موصولًا فهذا صحيح؛ لأن تلك الطريقين فيهما مقال، وإن أراد الحديث المرسل أقوى من المتصل حتى من حديث علي الأزدي ففيه نظر؛ لأن الحديث يحتمل أن يكون مرويًا على الوجهين، ثم رأيت الزهري -رحمه اللَّه- يرسل أحيانًا بعض الوصولات، فكأنه كان يتهيب أحيانًا واللَّه أعلم. (٢) هو جزء من حديث عبد اللَّه بن حبشي الماضي، ويزاد: رواه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (رقم ٢٦) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣/ رقم ٤٠٨٥).