للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- آخر فشكا إليه قسوة قلبه، فقال: "إذا أردت أن يَلينَ قلبُك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم" (١).


= وقوله: "أفشوا السلام" متواتر، فقد ورد عن الزبير وابنه عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن سلام، وعبد اللَّه بن عمرو، والبراء بن عازب، وعبد اللَّه بن عمر، وجابر بن عبد اللَّه، وأبي الدرداء، وعبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن مسعود.
وهذه اللفظة -ضمن حديث آخر- في "صحيح مسلم" (٥٤) عن أبي هريرة، وخرجته في تعليقي على "المجالسة" (٣٤٨٥).
وانظر تخريج حديث عبد اللَّه بن سلام في "الغيلانيات" (رقم ١١٤٢ - بمراجعتي).
وانظر تخريجها جميعًا في "إرواء الغليل" (٣/ ٢٣٧ - ٢٤٢ رقم ٧٧٧).
(١) رواه أحمد في "مسنده" (٢/ ٢٦٣)، والبيهقي (٤/ ٦٠) من طريق حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن رجل عن أبي هريرة به.
وهذا إسناد فيه ضعف للجهل بحال الرجل.
ورواه أحمد (٢/ ٣٨٧): حدثنا بهز عن حماد بن سلمة عن أبي عمران، عن أبي هريرة، فذكره دون قوله: "إن أردت تليين قلبك" بإسقاط الرجل في الإسناد الأول، وقد ذكره الهيثمي (٨/ ١٦٠)، وقال: رجال أحمد رجال الصحيح.
ففاته -رحمه اللَّه- الإسناد الأول الذي فيه الرجل المبهم، وهو يعل الإسناد الثاني لأنه يبين أنه هناك رجل بين أبي عمران الجوني وأبي هريرة، وأبو عمران هذا يبعد أن يكون أدرك أبا هريرة، فإنه مات بعد سنة (١٢٨ هـ).
والحديث له شاهد من حديث أبي الدرداء رواه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢١٤) من طريق معمر عن صاحب له عنه.
وفيه إبهام، ولعل هذا الصاحب لم يدرك أبا الدرداء كذلك، كما قال شيخنا الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٥٣٤)، وله طريق آخر عن أبي الدرداء، رواه الطبراني في "الكبير" -كما في "المجمع" (٨/ ١٦٠) -، وقال الهيثمي: وفي إسناده من لم يُسمَّ وبقية مدلس.
وله طريق آخر رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (رقم ٥٠٤)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (٤/ ٦٠ - ٦١) من طريقين عن محمد بن واسع عن أبي الدرداء، وقد فات شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- هذا طريق.
لكن محمد بن واسع هذا قال ابن المديني: ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة.
فهو شاهد معلول كما ترى.
ثم ذكر شيخنا الألباني شاهدًا مرسلًا رواه الخرائطي في "المكارم" (رقم ٥٠٠) من طريق سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي عمران الجوني.
وقال: وإسناده مرسل حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير سيار بن حاتم، قال الحافظ: صدوق له أوهام. =

<<  <  ج: ص:  >  >>