قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى الأعمش وغيره عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه: عن أبي هريرة. أقول: وممن رواه عن الأعمش موصولًا سعيد بن بشير. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٥/ رقم ٤٧٠٢) والبغوي (٤١٤١)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (٢/ ٧٥٦ - ٧٥٧) وسعيد هذا ضعيف. ووصله كذلك الجرَّاح بن مليح؛ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٢٧). وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات، وفي الجراح بعض كلام، وقد أخرج له مسلم. ووصله كذلك أبو إسحاق الفزاري. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٢٥٧) وقال: غريب من حديث الفزاري تفرد به عنه بقية. أقول: بقية صرّح فيه بالتحديث وباقي إسناده ثقات، لكن هؤلاء الثلاثة: "سعيد والجراح وأبو إسحاق" أسقطوا حبيب بن أبي ثابت من السند، ويظهر أن الأعمش كان يرويه على الوجهين، وهو يروي عن أبي صالح مباشرة. وممن أرسله عن الأعمش، حفص بن غياث كما رواه البخاري في "التاريخ" (٢/ ٢٢٧). وأرسله أيضًا أبو معاوية الضرير، وعنه هناد في "الزهد" (٨٨٠)، وأبو حفص الأبار وأبو نعيم كما قال الدارقطني في "علله" (٨/ ١٨٤). والحديث رواه سفيان الثوري عن الأعمش، وقد اختلف عليه، كما بينه أبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٢٥٠) والدارقطني (٨/ ١٨٣)، وهو عند وكيع في "الزهد" (٢٤٥) مرسلًا. وقد رجح أبو نعيم والدارقطني كذلك أن الصحيح عن الثوري عن حبيب عن أبي صالح مرسلًا. وكذا رجح الدارقطني أن الصحيح في حديث الباب عن الأعمش عن حبيب عن أبي صالح مرسلًا، واللَّه أعلم. (٢) رواه مسلم (٢٦٤٢) في (البر والصلة): باب إذا أُثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره، من حديث أبي ذر.