قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٥٩) رواه أحمد وفيه ابن لهيعة. أقول: وروى أوله البخاري في "خلق أفعال العباد" (١٦٣)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (٢٥) من طريق سويد أبي حاتم: حدثنا عياش بن عباس عن الحارث بن يزيد به، ولفظه: "إيمان باللَّه وتصديق بكتابه وجهاد في سبيله"، وآخره: "أي جهاد" ليست عند البخاري. وهذا إسناد ضعيف؛ سويد هذا قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق سيء الحفظ له أغلاط". وروى أوله أيضًا البخاري في "خلق أفعال العباد" (١٦١) بإسناد فيه راويان متكلم فيهما. (٢) رواه أحمد (٤/ ١٤٨) من طريق أبي المغيرة: حدثنا معان بن رفاعة وابن أبي الدنيا في "المكارم" (رقم ١٩) من طريق عبيد اللَّه بن زحر كلاهما عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي عن عقبة بن عامر به، وفيه زيادة. وعلي بن يزيد هذا هو الألهاني ضعيف. لكن روى الطبراني في "الكبير" (١٧/ ٧٣٩) نحوًا منه بنفس الإسناد بإسقاط علي بن يزيد منه! وقد رواه أحمد بإسناد أفضل، فقال (٤/ ١٥٨): حدثنا حسين بن محمد: وابن أبي الدينا في "مكارم الأخلاق" (رقم ٢٠) حدثنا داود بن عمرو الضبي كلاهما قال: حدثنا ابن عياش، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن عقبة فذكر نحوه. وهذا إسناد جيّد رجاله ثقات، وإسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه منها، وفروة هذا روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: كانوا لا يشكون أنه من الأبدال، وقد عده بعضهم في الصحابة. لذلك قال الهيئمي في "المجمع" (٨/ ١٨٨): وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات، وللحديث أسانيد أخرى ضربت عنها صفحًا فانظر: "إتحاف المهرة" (١١/ ٢٣٠، ٢٣٥، ٢٣٩) و"السلسلة الصحيحة" (رقم ٨٩١)، و"العزلة" لابن أبي الدنيا (رقم ١) وتعليقي عليه.