للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسألته -صلى اللَّه عليه وسلم- امرأة صفوان بن المعطِّل السُّلمي، فقالت: إنه يضربني إذا صلَّيتُ ويُفطِّرني إذا صُمْتُ، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، فسأله عما قالت امرأته، فقال: أما قولها: يضربني إذا صليتُ، فإنها تقرأ بسورتين، وقد نهيتها عنهما فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كانت سورة واحدة لكفت الناس"، وأما قولها: يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شاب، ولا أصبر، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ: "لا تصوم امرأة إِلا بإذن زوجها" قال: وأما قولها: لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت لا نكاد أن نستيقظ حتى تطلع الشمس فقال: "صلِّ إذا استيقظت" (١)، ذكره ابن حبان.

قلت: ولهذا صادف أم المؤمنين في قصة الإفك لأنه كان في آخر الناس، ولا ينافي هذا الحديث قوله في حديث الإفك: "واللَّه ما كشفتُ كَنَفَ أنثى قط" (٢)، فإنه إلى ذلك الوقت لم يكشف كنف أنثى [قط] (٣)، ثم تزوج بعد ذلك.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قتل الوزغ فأمر بقتله (٤)، ذكره ابن حبان.


(١) رواه أحمد في "مسنده"، وابنه عبد اللَّه في "زوائده على المسند" (٣/ ٨٠)، وأبو داود (٢٤٥٩) في (الصوم): باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها، وأبو يعلى (١٠٣٧ و ١١٧٤)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢٠٤٤)، وابن حبان (١٤٨٨)، والحاكم (١/ ٤٣٦)، والبيهقي (٤/ ٣٥٣) من طريق جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة صفوان بن المعطل، وقال: إسناده صحيح، ورواه أحمد (٣/ ٨٥) عن أسود بن عامر عن أبي بكر عن الأعمش به.
(٢) هو جزء من حديث الإفك الذي روته عائشة أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها- وقد تقدم، وخرجتُه -وللَّه الحمد- مفصّلًا في "الحنائيات".
(٣) ما بين المعقوفتين من المطبوع، وسقط من (ك).
(٤) رواه ابن أبي شيبة (٥/ ٦٣٦)، ومن طريقه ابن ماجة (٣٢٣١) في (الصيد): باب قتل الوزغ، وابن حبان (٥٦٣١)، وابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير" (٣/ ١٨٥) - من طريقين عن جرير بن حازم عن نافع عن سائبة مولاة لفاكه بن المغيرة عن عائشة، فذكرته في قصة.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٢/ ١٧٠): هذا إسناد صحيح.
أقول: سائبة هذه تحرفت في "مصنف ابن أبي شيبة" إلى "صادقة" لم يرو عنها غير نافع، وذكرها ابن حبان في الثقات! فهي في عداد المجاهيل.
ويغني عنه حديث أم شريك -رضي اللَّه عنها- الذي رواه البخاري (٣٣٠٧ و ٣٣٥٩)، ومسلم (٢٢٣٧) (١٤٣)، ولفظ مسلم: أنها استأمرت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في قتل الوزغان فأمر بقتلها.
وآخر من حديث سعد بن أبي وقاص رواه مسلم (٢٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>