قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد اللَّه بن وهب، ويقال: ابن موهب عن تميم الداري، وليس إسناده بمتصل، وقد أدخل بعضهم بين عبد اللَّه بن موهب وبين تميم الداري قبيصة بن ذؤيب، وضعفه الشافعي بجهالة عبد اللَّه بن موهب، وبالانقطاع بينه وبين تميم، وضعفه البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٩٩) بأنه لا يصح لمعارضته حديث "الولاء لمن أعتق"، وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل حديث (٦٧٥٧) بصيغة التمريض، قال: ويذكر ثم قال: وقد اختلفوا في صحة هذا الخبر. وتكلم في هذا الحديث أيضًا الخطابي وابن المنذر والأوزاعي، كما في "الفتح" (١٢/ ٤٦ و ٤٧). والحديث رواه أبو داود (٢٩١٨) في (الفرائض): باب الرجل يسلم على يدي الرجل، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٩٨ - ١٩٩)، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (٨٢)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢٨٥٣ و ٢٨٥٤ و ٢٨٥٥)، والطبراني (١٢٧٣) والحاكم (٢/ ٢١٩)، والبيهقي (١٠/ ٢٩٧) من طريق يحيى بن حمزة، حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد اللَّه بن موهب يحدث عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري به، فزاد هنا قبيصة بن ذؤيب. أقول: إعلال الحديث من قبل بالانقطاع زال بهذه الطريق، فهذا إسناد صحيح متصل، وإن كان في بعض الروايات السابقة ما يفيد سماع عبد اللَّه بن موهب من تميم الداري. وعبد اللَّه بن موهب هذا وثقه يعقوب بن سفيان والعجلي، وهذا يرد قول الشافعي بأنه غير معروف. وكلام بعضهم في عبد العزيز بن عمر لا يصح أيضًا فهو من رجال البخاري، وأما تعليل البخاري للحديث بأنه مخالف لحديث "الولاء لمن أعتق"، فانظر "الفتح" (١٢/ ٤٧). وقد قال أبو زرعة الدمشقي كما في "الفتح": هذا حديث حسن المخرج متصل. وقال المؤلف -رحمه اللَّه- في "تهذيب سنن أبي داود": لا ينحط عن أدنى درجات الحسن، وانظر رد ابن التركماني على كلام الشافعي في تضعيفه للحديث.